في معاني الدبلوماسية والانتماء!! " نفاع" أنموذجاً
د. زيد نوايسة
14-10-2014 06:08 PM
من أكثر الوظائف التي تجذب اهتمام الشباب الأردني عموما الوظائف الدبلوماسية، فأن تكون دبلوماسي في الخارجية هذا يعني انك ستحصل على مكانه مرموقة في المجتمع وستكون قريبا من صناعة القرار السياسي وستنال شرف تمثيل بلدك لدى مختلف دول العالم، وستجوب أربع رياح الأرض وتتعرف على ثقافات العالم، وتحصل على فرصة سياحية متميزة وعلى حساب الدولة، بالإضافة للإلمام بالبرتوكول ومعايير الأناقة واللباقة!!، بالرغم من أن هذه الوظيفة هي الأخطر والاهم والتي تضع على من يتبؤها جهد استثنائي بدءاً من السلوك الشخصي وانتهاءً بقدرته على الدفاع عن دور بلده وموقفها السياسي وجذب الاستثمارات والفرص وخدمة أبناء الجالية وتسهيل احتياجاتهم والاستجابة لها!!.
لن أتحدث عن تاريخ الفهم المتأصل والصورة الانطباعية الراسخة في العقل الأردني الشعبي عن الآلية المتبعة في الحصول على وظيفة دبلوماسية والى أي مدى ظلت هذه الوظائف حكراً على فئة نخبوية معينة من أبناء كبار المسؤولين والنواب والأعيان ورجال الأعمال والزعامات التقليدية في الأطراف، مع الأخذ بعين الاعتبار تجميل المشهد بتعيين عدد قليل من العامة حتى تبدو الموضوعية والشفافية ظاهرة للعيان، وبمعزل عن صواب هذا الرأي من عدمه إلا انه مسيطر على أذهان الناس، ولعل بعض النماذج من الدبلوماسيين في الخارج والذين يتعاملون مع أبناء الجالية بطريقة فوقية ومتعالية لا أظن احداً ينكرها، فلكل منا قصة يمكن أن يستذكرها بمرارة!!.
المقارنة بين أن تكون دبلوماسي رسمي، تفرض عليك الوظيفة القيام بواجبك نحو بلدك، وبين أن تكون متطوع يفرض عليك واجبك الوطني وانتماءك لتراب وأهل بلدك وإحساسك بأن عليك أن تقدم شيئاً بعيدا عن الاسطوانة المعتادة في الحرص على الوطن والجاليات وقائمة الخدمات الطويلة التي تقدمها لهم ضرورية جداً، علماً بأن العديد من تلك السفارات العتيدة تتعامل مع أبناء الجالية من خلال "نافذة" صغيره فقط تظل مغلقه في اغلب الأوقات !!، وما دعاني للكتابة هنا هو متابعتي للمساهمة المتميزة التي أنجزها مغترب أردني يعمل قنصل"فخري" للأردن في هنغاريا هو السيد زيد نفاع في تحصيل أربعمائة منحه دراسية كاملة في حقول الطب والهندسة في هنغاريا وتوزيعها على مختلف الشرائح الاجتماعية في الأردن مع انحياز واضح ومحترم ومقدر للفئات الفقيرة والغير قادرة على تحمل أعباء الدراسة الجامعية في صورة تعزز مفهوم الانتماء الحقيقي للأردن وأهله بعيداً عن كل المعلقات والخطابات في الوطن وحبه التي لا تطعم جائع أو تسد حاجة!!.
لا اعرف السيد زيد نفاع ولم التقه ولكنني متأكد انه واحد من ابرز عناوين الانتماء والوفاء، وانه وأمثاله الذين لن يتنكرو للأردن طالما أن لديهم قدرة لاستثمار مواقعهم التي حققوها بجهدهم لخدمة بلدهم دون أن "منية" لخدمتهم!!.
يستحق السيد نفاع الشكر بلا حدود لأنه أنموذج أردني محترم نفتخر به !!.
المهندس زيد نفاع لم يعينك الأردن سفيرا ولكنك مثلتنا خير تمثيل، واثبت أن الانتماء ليس وظيفة عليا بل هو اكثر من ذلك بكثير،وان الدنيا لسه بخير...!!.