لا أذكر انني يوما ما قد تابعت فيلما أمريكيا وشاهدت فيه وقائعا واحداثا كما نشاهد بالعادة بالمسلسلات والأفلام العربية ، فلم أشاهد فيها جارا " بلشان " في قصة حياة جاره ، من " وين " سيارته وكيف أشتراها وماذا ياكل ؟ و " قديش " راتبه ؟ وأي فريق كرة قدم " بشجع " ، وعلى المستوى النسائي فالجارة الامريكية بالافلام غير مشغولة بقضايا كما هي مسلسلاتنا وافلامنا العربية مشغولة فيها ، فهي غير مهتمة بجارتها في شؤون لباسها وتسريحة شعرها ؟ وغير مهتمة في اي الأشياء تقضي وقتها ؟ وما هو حجم الحب الذي يكنه الزوج لها ؟
وغير مشغولة بالقفز لشبابيك المنزل مع كل أفراد العائلة كمنصة لمتعة المشاهدة لما يحدث في الحارة من احدات و" هوشات " ووقائع ، أو كيف " يعقدون " ويصنعون " الحجب " لكي تضمن عدم زواج زوجها لمخلوقة اخرى غيرها ؟.في الافلام الامريكية هم مشغولين فقط بالترويج لصورة البطل الامريكي الذي يقضي على الأشرار والفجار كما يصورون في العالم ، وهم مشغولين في بناء عقول وعلوم ومهارات لتصنع هذا الرمز الأمريكي ليسيطر على العالم ، والمضحك بل المؤلم المبكي أننا " نتسلى " ونتاول المكسرات ونستمتع بمشاهدة افلامهم حينما يصورونا فيها كامة من الأشرار والفجار المستهدفون من أبطال هذه الأفلام ......
الأفلام الامريكية في الخيال لا تختلف عن الواقع ، فامريكا الآن تلعب أقذر لعبة في المنطقة ونحن نائمون في غيابة جب مظلم وموحش عميق بسيناريو مكتوب بعناية فائقة من صهاينة بارعين لضمان بقاء الكيان الصهيوني الغاصب وبناء عاصمتها على انقاض مسرى الرسول -سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام- .
كم هو مؤلم ومبكي حالنا كامة اننا في الوقت الذي يقتحم فيه الصهاينة وعلى ارفع المستويات من رجال دولتهم المزعومة الأقصى الشريف ويتعرضون للنساء والرجال والشيوخ والأطفال المرابطين فيه بالضرب والاعتقال والتنكيل ونحن فيه على مواقعنا العربية الإخبارية ومواقع التواصل الإجتماعي مشغولين في كشف أسرار " الكيس النايلون " الذي كان يحمله وزير الخارجية الأمريكي " كيري " أثناء حضوره ودخوله مؤتمر المانحين لإعادة اعمار غزة في القاهرة وأبدع المحللين في هذه المواقع في التحليل بما يحتويه هذا الكيس في الوقت الذي يبدع فيه المحتلين بالتنكيل في المرابطين في باحة الأقصى ، فمنهم من قال " إنها أدوية لكيري "ومنم من قال "إنها وجبة طعام سبيشال لكيري "........يا " إلهي " لقد وصلنا لمرحلة من " البلادة " فاقت جلود التماسيح .
ليس مطلوبا منا الآن كامة ان نلعن ونشجب ونشتم ونخرج بمسيرات بل أقصى ما هو مطلوب منا ان لا تميتوا الشعور والإرتباط بالاقصى وفلسطين في أجيالنا القادمة إلى حد الفتور علموهم ان الأقصى هو مسرى الرسول وعلموهم ان الاقصى لكل العرب والمسلمين لعلهم في يوما سينتجون فيلما واقعيا سيحصل على أرض الواقع عنوانه " إننا قادمون يا فلسطين " وسلام على المرابطين في الأقصى بفلسطين رجالا وشيوخا ونساء وهنيئا لكم رباطكم وهنيئا لنا في النوم العميق ....