عمل بطولي تحصيل 400 منحة دراسية شاملة التأمين الصحي والسكن و200 دولار مكافأة شهرية لطلاب مرحلة البكالوريوس و500 دولار لمرحلة الدراسات العليا في الجامعات الهنغارية.
هذا ما استطاع اللاعب المحترف في عالم الدبلوماسية القنصل الفخري لدى بودابست المهندس زيد نفاع تحصيله من الحكومة الهنغارية للاردن، وبذلك طبق بجداره قواعد الدبلوماسية وشؤون الدولة وهي دليل على اكتساب هذا الشخص المعرفة الكاملة بقواعد اللياقة التي تسود المعاملات الدولية، والعرف الدولي.
وبهذا الانجاز يكون قد رفع عن كاهل الدولة عبئاً كبيراً في تحمل اعباء تدريس هؤلاء الطلبة واخراجهم من واقع قد يفرض عليهم تيارات عكسية الى عالم اخر حديث، لا سيما الذين لم يجدوا او يحققوا حلمهم بمقعد جامعي في تخصص الطب او الهندسة باحدى جامعاتنا الرسمية.
وقد تناهى الى مسامعي ان عدد الطلبة الاردنيين الدراسين للطب في جامعاتنا الرسمية ضئيل مقارنة مع الاشقاء العرب. لانه هذا التخصص بالتحديد مطلوب لدى الاردنيين وبنفس الوقت مكلف جدا للاسر الاردنية.
وبهذا العمل الدبلوماسي الراقي ازال هماً كبيراً عن كاهل الاسرة الاردنية في مجال تدريس ابنائها على حسابهم الشخصي في الوقت الذي تضيق ذرعا بتامين متطلبات الحياة الاساسية من الغذاء ومواجهة ارتفاع اسعار المواد التموينية والمحروقات والكهرباء وغلاء المعيشة بشكل عام.
وكحال لسان الاردنيين "الله يكثر من امثاله" عمل ستتذكره الاجيال ، متسائلين بالوقت ذاته ما حال سفارتنا الاخرى في دول العالم لا تقتدي بهذا العمل الرائع والبطولي، وهنا استطيع الجزم بان هذا الانجاز جهد شخصي بامتياز ووطني وينم على انتماء حقيقي لثرى الاردن.
نعم الاردن بحاجة لمن يقف معه ويكون مخلصاً له بالعمل، وكثير من الشخصيات الاردنية تسلمت مناصب كثيرة وتقلبت على اكثر من كرسي ولا اثر لها ابدا ولا اي انجاز وطني بل بالعكس من ذلك عندما تحال الى التقاعد تبدأ بجلد الوطن والتغني بعهدها والامثلة كثيرة في هذا المجال.
وقبل اسبوعين بالتحديد اكد وزير التعليم العالي الدكتور امين محمود في اتصال هاتفي معي من هنغاريا للاعلان عن زيادة عدد المنح للاردن بجهود المهندس نفاع في تحصيل هذا الكم الكبير من المنح للطلبة الاردنيين وتمنى على الاخرين توثيق صلاتنا من خلال بعثاتنا الدبلوماسية بتحصيل مكاسب تعليمية للطلبة الاردنيين.
عمل وطني بجداره حقق احلام الكثيرين من شبابنا بدراسة الطب الذي من المستحيل تحقيقه في الاردن للاسباب انفة الذكر بالاضافة الى اتاحة المجال لدراسة الهندسة والعلوم السياسية والعلاقات الدولية ببلد يزخر بالتاريخ والعراقة.
واشير هنا ان وزارة التعليم العالي الموقرة لغاية الان لم تستطيع حل مشكلة بعثاتنا بمجال الطب الى الجزائر حيث بلغني من مصدر مسؤول ان سبب تعثر هذه البعثات اشتراط وزارة التعليم الاردني التوفل على الطلبة الجزائرين وبالمقابل اشترطت الجزائر اللغة الفرنسية كشرط للقبول الجامعي.
وقد قامت الجزائر سابقا بوضع كافة التسهيلات من جانبها لقبول الاردنيين في جامعاتها ,لكن اشتراط تعليمنا العالي هذا الشرط اجبر الجانب الجزائري الاشتراط على الطلبة الاردنيين اخضاعهم لامتحان مستوى باللغة الفرنسية كشرط للقبول في تخصص الطب يعني المعاملة بالمثل.
وللعلم كان هناك اربع بعثات بدرجة الدكتوراة للجزائر اوقفتهم وزارة التعليم العالي الاردنية واستبدلتهم بمقاعد طب.
لم تتوقف الامور عند تامين قبولات في الجامعات الهنغارية بل كلل القنصل انجازه بتامين طائرتين لتقل طلبتنا لهنغاريا واقلاعهم من العقبة وتامين مواصلات كتبرع من شركة جت لنقل الطلبة من عمان الى العقبة.
وانا بنظري ان سبب تعثر بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج عدم مراعاة الاسس والشروط اللازمة للتعين في هذه المناصب التي لو قدر لها الاخذ بالمصلحة الوطنية واحلال الانسان الكفء لقطفنا ثمارها , عكس ذلك توزع معظم كراسيها لارضاء فلان وكمجاملة ومحسوبيات لبعض الاشخاص على حساب الوطن والاردنيين .وهذا نداء الى اعادة الاعتبار الى دبلوماسيتنا في الخارج ووضع الشخص المناسب بالمكان المناسب.
فهل من دبلوماسينا في الخارج من يفاجئنا بمثل هذا العمل .