كل يوم نكرر أخطاءنا فتضيع منا الكثير من الفرص الثمينة.. لم نستفد كعرب من قرار محكمة العدل الدولية الخاص بجدار الفصل العنصري الإسرائيلي.. كما لم نستفد من تقرير القاضي جولدستون الشهير..

وكذلك لم نستفد من انتقادات وجهتها إحدى لجان الأمم المتحدة إلى الرأي العام العالمي قالت فيه: «إن إسرائيل لم تجر تحقيقاً جدّياً حول جرائم الحرب خلال العدوان الإسرائيلي على غزة نهاية واوائل عامي 2008 و2009 والتي أسفرت عن استشهاد 1400 فلسطيني معظمهم مدنيون من النساء والأطفال والشيوخ العزل من السلاح»..

«وأسف التقرير الأممي المهم هذا لعدم تعاون السلطات الإسرائيلية مع الأمم المتحدة أثناء هذا العدوان»، وردت إسرائيل بغضب شديد على هذا التقرير: «حيث وصفته بأنه مُسيّس ومنحاز ومتطرف...» ثمة فرص أخرى مهمة لم نشاهد أو نقرأ أي تعليقات عليها في صحفنا في أقطار وطننا العربي وكما يبدو اعتبرتها أخباراً عادية وهي على العكس من ذلك لافتة للأنظار وفوق ذلك مثيرة في صراعنا مع عدو لا يعترف بأن هناك شيئاً اسمه الشعب الفلسطيني قالت هذا الكلام غولدامائير: «ليس الأمر أننا جئنا وطردناهم وأخذنا بلادهم هم لم يوجدوا..»

وقالها أيضاً بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل: «فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض». آخر هذه الأخبار خبر نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية قبل أيام جاء فيه: بأن الوزير أيهود باراك صادق على صفقة لشراء طائرات إف 35 الأمريكية الصنع والتي تعتبر أكثر الطائرات تطوراً في العالم وتستطيع أن تذرع البحر المتوسط ذهاباً وإياباً دون التزود بالوقود وتعتبر إسرائيل الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي ستستخدم مثل هذه الطائرات الحديثة لتحقيق التفوق التكنولوجي في وطننا العربي و المنطقة لما تتمتع به هذه الطائرة من قدرات قتالية عالية تسمح للقوات الجوية الإسرائيلية للقيام بعملياتها الجوية القريبة والبعيدة وبكل نجاح وتفوق.

حتى هذه اللحظة.. لم يجر تقديم أي احتجاج عربي على هذه الصفقة الأمريكية لدولة وحيدة بالشرق الأوسط تملك السلاح النووي وتعتبر ثالث دولة في العالم في تصدير السلاح بجميع أنواعه، وإذا عدنا إلى شهري نيسان وأيار الماضيين فقد أقامت إسرائيل الدنيا ولم تقعدها حول مزاعم إسرائيلية لقيام سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ سكود مهددة بإعادة سوريا إلى العصر الحجري من خلال تعطيل محطات الكهرباء والموانئ والمطارات وخزانات الوقود والجسور والطرق وكل مكونات البنية التحتية والإستراتيجية في سوريا إذا ما تجرأ حزب الله على إطلاق هذه الصواريخ على حيفا وتل أبيب وبئر السبع وغيرها، وقد استطاعت الماكنة الإعلامية الإسرائيلية جر الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها لتقول الكلام الإسرائيلي نفسه.