الجلوة العشائرية .. متطلب لجوء عقابي
نايف المحيسن
13-10-2014 12:33 PM
الجلوة العشائرية أحد أهم الاجراءات العشائرية الوقائية التي يتم ممارستها عند وقوع جريمة القتل وهي تعني ترحيل ذوي الجاني في حال حصول جريمة قتل أو التعدي على الاعراض وهي من وجهة نظر العشائر التي تطبقها مرحلة انتقالية تهدأ خلالها النفوس ولتسمح بعدها بالتدخلات لحل القضية وفق الاطر القانونية او وفق الاطر العشائرية كما أنها من وجهة نظرهم عملية إبعاد وفصل بين ذوي الجاني والمجني عليه خوفاً من أي احتكاك مباشر أو غير مباشر، وهي بمثابة الهدنة بني العشائر والغاية منها حتى لا يكون رد الفعل سريعا على ما حصل او ابعاد ذوي القاتل حتى لا يقوم ذوو القتيل بعمل مماثل ردا على جريمة القتل .
ويتطلب تطبيق الجلوة العشائرية هجر المنازل وانتقال طلبة المدارس والجامعات لمدارس وجامعات أخرى والموظفين الرسميين لدوائر أخرى وترك المزارعين أراضيهم ومواشيهم، ما يفرض عليهم حياة صعبة في مواقع تواجدهم.
هناك من يرى في هذه القضية جانبا انسانيا وهناك من يرى ان تداعياتها غير انسانية نهائيا وهي بعيدة عن منظومة حقوق الانسان في ظل القوانين والانظمة والتطور التشريعي واعتقد ان التداعيات التي تتركها قضية الجلوة لا يشعر بها الا من يكابدها واتمنى ان يقف المعنيون عند موضوع الجلوة وقوفا جادا فلا يمكن ان يتم ترحيل مئات العائلات بين ليلة وضحاها من منطقة الى اخرى تاركين كل شيء ليبدأوا بالبحث عن بدايات عيش جديدة. الم ينظروا للامكانات والقدرات للمرحلين ليدفعوا ثمن شيء لا علاقة لهم به؟ فالقاتل معروف والقانون سيطاله ولا ادري لماذا يصرون على معاقبة من لا علاقة له، فما علاقة الام ان قتل ابنها او الشقيقة او العم وابناء العم وكل الاقارب؟ هل يرضى ذوو القتيل او يقبلون ان يكونوا مكان من سيرحلون بسببهم ليفكروا قليلا قد يكونوا هم في مرحلة لاحقة، لماذا لا نفكر بذلك.
يتم ترحيل العائلات؛ الطلاب منهم والموظفون ومن يملك مشروعا سيدمر وهذا يعني ان جريمة قتل يرتكبها شخص برعونة او قد تكون دفاعا عن النفس او قد تكون استفزازا او من غير قصد بساعة شر ستمتد شرورها دهورا وسيدفع ثمنها ابرياء لا ذنب لهم ..
قضية الجلوة العشائرية هي قضية معاناة لا يكابدها الا من طبقها او فرضت عليه واعتقد انه لا توجد شرعة في العالم تسمح او تؤيد مثل هذه القضية وعلى المعنيين ان يعوا ويدركوا المعاناة التي تتركها الجلوة على الناس فهي اشبه باللجوء ويجب ان لا تكون عملية اللجوء التي نراها على الارض الاردنية تكون لاردنيين من بلدة لبلدة اردنية اخرى.
لا بد من وضع حد وطالما ان القانون موجود فلا داعي لان تفرض ارادات ذاتية على القانون، فالجلوة كان لها زمانها ونحن لسنا الان في زمانها واعتقد انها يجب ان تنتهي وان لا يسمح بها لما تتركه من معاناة على البشر، فيكفينا اللجوء من الحرب وهنا في الجلوة فان اللجوء عقاب.
(الدستور)