بالأمس ذهبت واياه لزيارة الزميل حاتم شريده في مستشفى عمان الجراحي ومجرد دخولنا المستشفى وبالمصعد فاجأته نوبة قلبية حادة وتم اسعافه الا أن ارادة رب العالمين وقد حان الأجل والذي يحول دون التقدم أو التاخرساعة أو اقل أو أكثرشاءت انتقاله لرحمته تعالى.
وداعا أيها ألمعلم وداعا أيها القومي الصادق الصدوق وداعا ايها المحامي القدوة وداعا يا من أمنت بأن مهنة المحاماة خط حياة وليست عكازة تالي العمر وداعا يا من امنت ان رسالة المحاماة تفرض على المحامي الجاد أن يترجمها دفاعا عن حقوق العباد وحريات العباد من عسف بعض العباد وداعا يا من أمنت بأن حقوق الانسان وحرياته تلد معه منذ لحظة ولادته حيا وانها مكفولة دستوريا ولا يجوز أن تكون التشريعات القانونية الا منظمة لها وليست منتقصة منها وداعا يامن رسخت مفهوم سموالدستور بالمعنى الواسع لغة واصطلاحا ويا من ترجمت ترجمة عملية جادة وصادقة لمهمة نائب البرلمان رقابة وتشريعا ويامن كنت نقيبا للمحامين لخمس دورات وترجمت مهمة النقيب ترجمة نقابية حقيقية فكنت نقيبا للجميع سواء من منحك ثقته أم من حجبها عنك ولم يستوقفك ذلك في مواجهة حاجب الثقة لا بل حرصت على كسب ثقته وتمسكت برسالة ومهمة نقابة المحامين تحت سقف شعار اتحاد المحامين العرب (الحق والعروبة) فكنت تترجم ذلك بالحرص على ترسيخ مفاهيم الحق لأن رب العالمين اختار خاتم الأنبياء والرسل عربيا واللغة الغربية لغة القران الكريم ولغة أهل اجنة كذلك فكانت حجتك الشرعية بمواجهة من حاولوا أن تكون العروبة نقيضا للعقيدة.
وداعا أيها القومي الذي قبض على جمر القومية بمواجهة الاقليمية والعروبة بمواجهة القطرية والوحدة بمواجهة التفرقة والتجزئة والتحرير واسترداد فلسطين وكافة اجزاء الوطن العربي السليبة بمواجهة الاستسلام والخنوع والاتفاقيات المسخ.
أخي واستاذي ورفيقي الكبير شرفت منذ سنوات طوال بمرافقتك ومنك تعلمت الكثير ومما تعلمت أن النضال عطاء وليس مكسبا ولا مغنما وهو تضحية وايثار وأن الخاص ليس نقيضا للعام فحب الاردن لا يعني التناقض مع العروبة والقومية عملا باحكام المادة الاولى من الدستور والتي تنص أن الاردن دولة عربية مستقلة والشعب الاردني جزء من الامة العربية.
يا أبا شجاع أيها النخلة العالية صدق من قال بأن الأشجار الحية تموت واقفة فالى جنات الخلد نم هنيئا وقرير العين لأنك الغائب الحاضر ووالله وأنت بذمة رب العالمين أنك أحيا من بعض الأحياء وانا لله وانا اليه راجعون.