يبقى العيد فرصة للتواصل والالتقاء وتلمس اوجاع الناس، أنا واحد من الناس، وبعد المؤتمر الصحافي الذي عقد لبيان حقيقة ذهب (عجلون) قررت ان لا أتفلسف بهذا الموضوع تحديدا كون (الشوف) مش مثل (الحكي).. خاصة أن (مكثوري الخير) عرضوا لنا صورا وفيديوهات تبين ان ما تم العثور عليه هو جهاز (تنصت) إسرائيلي !!
كنت اتوقع بعد المؤتمر الصحافي ان نطوي هذه الصفحة وان نلتفت لما هو أهم، ولكن خلال زيارات العيد اليكم ما حدث !!

خلال زيارة احد الجيران: تعايدنا، وتحاببنا، وانا عن قصد فتحت موضوع (داعش) حتى يمضي الوقت من دون أن نتطرق الى (الذهب)، الا ان جاري العزيز قال لي: دشرنا من (داعش) شو أخبار (الذهب)؟! فقلت له: ارجوك الّا نتحدث بهذا الموضوع كون الادلة التي قدمتها الحكومة مقنعة والذهب على ما يبدو مجرد (إشاعة)، فقال لي: هو من ناحية (إشاعة) فهو (إشاعة).. بس تعرف، فقلت له: ها !! فقال لي: يا زلمة قبل 45 سنة كانت امريكا ام ندهتين تتنصت من وراء الابواب او الشبابيك معتمدة على أذني (جاك) الّلي كبر الواحدة قد صاج (الفلافل) كون هذه هي التكنولوجيا المتوفرة فقط في ذلك الوقت والاسرائيليون كان لديهم جهاز تنصت.. انا الّلي (جالطني) كيف بدنا نرجع فلسطين والاسرائيليون لما كان عندهم جهاز تنصت كان العرب يتابهون بصنع (الربابة) !! فقلت له: كل عام وانت بألف خير وغادرت مسرعا !!

بعدها ذهبت لزيارة احد الارحام وقد تجاوزت من العمر عتيا، وهنا كنت مطمئن البال ان حديثنا سينصب عن لقاط (الزيتون) كون اخر شأن عام اهتمت به (قرابتي) هو معركة الكرامة، جلسنا، وقبل أن أكمل شرب فنجان القهوة السادة قالت لي: يا ولد شو أخبار (الذهب) ؟!! فقلت في سري: (أستغفر الله العظيم).. ومن ثم قلت لها: أي ذهب ؟! فقالت لي: اللي في عجلون !! فقلت لها: لا تردي على هالسواليف الفاضية لا في ذهب ولا ما يحزنون طلع (جهاز تنصت) ، فقالت لي: انا عارفة انه جهاز (تنصت) بس وّل ما في واحد من هالرعيان قدر يشوفهم وهُمّه يحفروا بحافرتهم !! فقلت لها: وشو بهمك ؟!! فقالت: لو زقطونا بس (الحفارة) كان حفرنا (بير) جدك بحفارتهم بدل ما قعدنا 10 سنين واحنا نحفر فيه !! فقلت لها: ضغطك مليح !! قالت: مليح، فقلت لها: اسمحيلنا وكل عام وانت بألف خير !!

ذهبت بعدها الى أحد الاصدقاء وكان يعاني من مرض مزمن وكنت متأكدا هذه المرة ان موضوع الحديث سيكون عن أفضل علاج (للبواسير) كون الم البواسير ينسيك اسمك وليس فقط الذهب، وبعد أن دخلت عليه كان (ممبطوحا) ويتألم بشدة وبعد ان سألته عن صحته سألني ملعون الحِرْسة: شو أخبار الذهب ؟!! فقلت له: يازلمة خليك بصحتك يلعن أبو الذهب على الالمنيوم.. فقال لي وهو يعتصر ألما: (خيوه) مثلما من المستحيل ان يكون (هرقل) عظيم الروم ساكن تحت (بلوطتين) أيضا من المستحيل ان يتم زراعة جهاز (تنصت) في منطقة فيها آلاف الفدائيين !! فقلت له: هسة مش وقت (هرقل) ادهن (شحمة) وبروح الألم !!

هكذا امضيت العيد وانا ناطق رسمي باسم الحكومة، وبذلت جهدا مضاعفا حتى اقتنع الجميع بجهاز التنصت مع بعض الاستفسارات التي ليست ذات أهمية، ويمكن تداركها بسهولة في جهاز (التنصت) القادم ..
اما (هرقل).. فاني أشكوك لواحد أحد، كلهم نسيوا يعطونا (لحمة) أضاحيهم من كثرة ما سحرهم بريق (ذهبك) ؟!!
(العرب اليوم)