«الإئتلاف» السوري .. لا يجد مَنْ يَحفْل به!
محمد خروب
12-10-2014 03:05 AM
تابعتُ–بغير شغف–جلسة لإئتلاف المعارضات السورية، نقلته في شكل مباشر فضائية عربية «غارقة» في الشأن السوري لـ «أكتشف» حجم الغضب والعتب بل والهجوم اللاذع الذي شَنّه «ثوار» اسطنبول، على الولايات المتحدة الاميركية التي قالت انها «أقنعت» تركيا بتدريب خمسة آلاف عنصر من المعارضة المعتدلة للمساهمة في هزيمة تنظيم داعش واسقاط النظام السوري..
مصدر دهشتي، هي جلسة الحكي والرغي التي تنافس فيها «أقطاب» الإئتلاف والمرارة التي «فاحت» رائحتها من خطب الذين تعاقبوا على الكلام بوجود رئيس الإئتلاف هادي البحرة، الذي كان يراقب ما يجري في قاعة الإجتماعات بأحد فنادق اسطنبول الفخمة، دون ان تظهر على ملامحه الشمعية أي ردود فعل او اشارات، بأنه موافق او غير موافق، على ما يُقال، حيث ذهب كثيرون الى المقارنة بين العدد الجديد «المُقترح» وبين عديد الجيش الحر (..) الذي بلغ اكثر من مائة وخمسين الف عنصر (على ما قالوا) واستطاعوا «هزيمة» داعش في ساحات عديدة «وتحرير» مدن وبلدات كثيرة من النظام السوري، ثم راحوا يتساءلون عن «معنى» الاعتدال ومفهومه لدى رجل قانون مثل باراك اوباما، الذي يبدو انه يتحمل – لدى هؤلاء – المسؤولية الكبرى عن تهميش الإئتلاف، واعتباره بغير صلة، بعد ان تجاوزته الاحداث، ولم يعد احد يحفل به او يهتم برأيه او يطلب وده، وخصوصاً بلا حماسة تُذكر، ازاء «انتخاب» رئيس الحكومة الانتقالية «الجديد»، الذي يستعد الإئتلاف لاعلان اسمه خلال اجتماعاته التي بدأت يوم امس السبت..
اين من هنا؟
ما تحدث عنه اقطاب الإئتلاف الذين بدوا مُتجّهمين وضائعين وخائبي الأمل، يشي بأن المرحلة قد تجاوزتهم وان مصير الإئتلاف لن يختلف عن سلفه (المجلس الوطني)، ولهذا كانت كلماتهم، اقرب الى التوسل والاستجداء والبحث عن اي مخرج لـِ «استنقاذ» الإئتلاف اكثر منه رغبة في إحداث قطيعة من الممولين والداعمين والرعاة وخصوصاً «الأصدقاء»، الذين ليس فقط فترت حماستهم، بل قلّت سيولتهم وانقطعت مكالماتهم الهاتفية وتم تجفيف الدعوات والاتصالات والمشاورات السياسية والدبلوماسية معهم..
ثم.. اذا اردنا ان نضيف الى ذلك كله، ان رئيس الإئتلاف السابق (أحمد الجربا) قد نأى بنفسه عن الائتلاف وراح يعمل لحسابه, فإننا نكون امام مشهد «اخير» من حياة «الائتلاف» الذي انتهى دوره وتأكد عجزه عن الاتيان بأي جديد أو إبداء أي جدّية أو التأثير في مجريات الاحداث الميدانية, أو اقناع الاصدقاء والممولين بصدقيته وانجازاته (الصفرية على اي حال) ناهيك عن السلوكيات الفضائحية والمخجلة التي تتكشف تباعاً في يومياته البائسة، وكان اخرها وفاة عشرات الاطفال الابرياء جراء تطعيمهم بمطاعيم فاسدة, لم يجد ثوار الائتلاف، غير تحميل وزير الصحة في حكومة «تصريف الاعمال» المستقيلة... المسؤولية واقالته, دون إهمال مسلسل الانشقاقات والاقالات والتمردات التي لا تتوقف في صفوف «العسكريين» الذين يقيمون في الخارج اصلاً, وليس لهم أي صلة بما يجري على الارض السورية, إلاّ بعض الانباء الكاذبة أو المفبركة التي تتكئ على فيديوهات وافلام مصورة, لم تعد تثير اهتمام الممولين الذين كانوا يدفعون على الصورة..
الجدل في صفوف الائتلاف يعكس ازمة متفاقمة, ما بالك والسجال الذي يريد الدخول فيه مع الادارة الاميركية أو التحالف الدولي المضاد للارهاب, انما يراد منه اعادة «تأهيل» الائتلاف، الذي بات على قناعة بأن الاحداث تجاوزته، وان اعلان موته وتشييعه الى مثواه الاخير مسألة وقت, وإلا كيف لأحد أن يتصور غياب أي متابعة أو خبر عن «جلسات» الائتلاف التي طال انتظارها منذ «إقالة» احمد طعمة وحكومته, كذلك دون أن نرى أو نسمع أن عاصمة عربية أو اقليمية أو اوروبية، دعت أحداً من قادة الائتلاف لسماع رأيه في ما يجري على الارض السورية وخصوصاً «غزوة» عين العرب (كوباني) التي يريد داعش من ورائها، فرض قواعد لعبة جديدة وموازين قوى مختلفة توفر مناخات ملائمة لرسم خرائط جديدة؟
... اسألوا احمد الجربا اذاً.
(الرأي)