ما أجمل حلم المسؤول عندما يكتمل!!
عريب الخطيب
11-10-2014 11:20 PM
أحلام تشدنا فتأخذنا معها منذ نعومة أظافرنا نحو المستقبل وتراودنا بين الفينة والفينة تساؤلات كثيرة ما بين الحلم وتحقيقه,وهذا السؤال الذي يطرح نفسه في أذهاننا المتلاهثه حول ذاك المكان والمنصب الذي يحتل لب العقل ويجتاح مساحة كبيرة من أحلامنا الواسعة,ترى كيف نصل الى ذاك الموقع الذي نطمح اليه فنحتويه ويحتوينا؟؟؟وهل نجد أنفسنا في تلك الاماكن وننجح فيها ونحقق أهدافنا وما نسعى اليه؟؟؟تساؤلات من بحر أعماق أفكارنا تطرحها أنفسنا دائما نحتاج فيها الى التريث لنطلق عنان الحلم أن يتحرك...نعم ,هذا هو الانسان بفطرته اللامتناهيه,نزعة بشرية في الوصول الى مناصب نتسابق في الوصول لها..حوار يدور بيننا وبين أحلامنا حيث تحقيق الكبرياء والشموخ فتزداد الأنا ثقةً وعلواً...ويبقى الحديث في قدرة من يحقق أحلامه وهل يستطيع النجاح والابداع في عمله أم سيكون مصيره الفشل وخيبة الأمل؟؟
فمن يريد ان يرتقي ويحتل مركزاً راقياً هو من يزين منصبه بنجاحاته وأعماله التي منبعها حبه وانتماءه لوطننا ومؤسساتنا....هؤلاء من يستحقون المناصب والمواقع والجلوس على كراسيها حيث يحققون مصالح الوطن من خلالها وأهداف المؤسسات التي يعتلون كراسيها بكل نجاح واقتدار وليس مجرد احتلال لأماكن فارغه تخلو منها روح العمل والقيادة أو المسؤولية,فمن يثبت وجوده هو من يستحق البقاء بكل كفاءة عاليه ,ومن يعمل للوطن ولا يعمل لحساباته الشخصيه والواسطات أو المحسوبية والتنفيعات هو من يستحق أن يتولى أعلى المراتب بكل فخر واعتزاز...فكم من حلم ارتقى وباء بالفشل ...وكم من حلم ارتقى وحقق الكثير من الانجازات العظيمة للمؤسسة حتى توالت نجاحاته وأثبت كفاءته العالية فزاد ارتقاءاً وحضوراً وشموخاً حتى تمسك به الوطن وابناءه....فذاك هو النجاح الذي يشهده الفرد ليضمن البقاء.
ترانا نعيش في غابة وصراع كبير يبقينا أقوياء...صراع في الداخل يتملكنا ويشدنا من أجل الوصول والرقي الذي نشعر به أننا ملكنا الدنيا بأكملها وحينما ينتابنا ذلك الفشل الذريع نشعر بأننا خسرنا كل شئ حولنا حتى أنفسنا..فكل نفس لها مرآتها حقاً...نرى أنفسنا من خلالها..ومكانتنا ...وقوتنا..ونجاحاتنا..وذاك الغرور الذي يتملكنا حينما نحلم بتحقيق طموحنا...ولكن يبقى السؤال: هل كل من وصل الى منصب انسان كفؤ يستحق ذاك المنصب ليقود مؤسسة أو وزارة كاملة بكل جدارة وعزيمة ومسؤولية؟؟؟
فمن خلال عملي في التربية والتعليم لمست من لهم بصمات كبيرة وانجازات عظيمة لها أثر على العملية التربوية والتعليمية من خلال تلمس احتياجات الميدان والطلبة والمعلمين والادارات والبيئه المدرسية والمنظومة التعليمية بحد ذاتها....فليس كل من تولى قيادة التربية نجح في وضع الحلول لهذه الاحتياجات فمنهم من اجتهد وأصاب ومنهم من كان حاضراً بلا حضور وجميعنا لا يخفى علينا من قدم للعملية التعليمية انجازات يشهد لها بالبنان انعكست على متطلبات نجاح تلك العمليه ومن فشل أو أخفق في النجاح للأسف بحيث لم تعد لبعض الاسماء ذكر أو حتى اشارة لها.
وهنا لا بد من الاشادة بجهود وزير التربية والتعليم للانجازات التي تحققت في عهده والقرارات الناجحه والتي تصب في مصلحة الوزارة بعد ما شهدته من تراكمات سلبية أثرت على مسار العملية التعلمية والتي أدت الى هذه المخرجات الضعيفه والتي لا تبشر خيراً لمستقبل قادم..فقد كتب الكثيرون بما تم تحقيقه على صعيد اجراءات وضبط الغش في امتحان الثانويه العامة وكذلك تغيير منظومة التعليم وتحديث الأنظمة والقوانين التربوية والتركيز على الكفاءات واستثمارها في العمليه التعليمية والتربوية وخير دليل على ذلك تطبيق الامتحان التنافسي للمرشحين بالتعيين من ديوان الخدمة المدنية واعطاء الفرصه للأفضل والأكثر كفاءة وقدرة وتزامن هذا الأمر مع الظروف التي يعاني منها الميدان بسبب نقص الكفاءات والخبرات التعليمية فكانت خطوة ايجابية لتوفير معلم مؤهل قادر ان يقف امام الطلبة بكفاءة عاليه وبالتالي تحقيق مخرجات تعليمية أفضل تسير بوطننا ومؤسساتنا الى مستقبل واعد وزاهر بابناءه الأكفاء.
ولأننا جميعاً نؤمن بأن وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة,لندع الميدان التربوي يحكم على نجاحات وزارة التربية والتعليم متمثله بوزيرها المتجدد بعطاءه وأفكاره وقراراته لاصلاح مناهج التربية والتعليم وبرامجه الاي فشلت بسبب تدني مستوى النوعيه وكفاءة المخرجات حيث يفتقر الخريجون للكثير من المهارات والمعلومات التي تمثل الحد الأدنى لمتطلبات النجاح والتفوق في الدراسات الجامعيه ومن ثم الانخراط في سوق العمل.
وكلنا نأمل أن يشهد التعليم في وطننا تحولاً كبيراً ليمثل الصدارة في عالمنا العربي..ونأمل كذلك من وزير التربية المزيد من النجاحات لأنه على رأس هرم وزارة هامة توالت عليها قيادات متعددة بعضها من أخفق في كسر الجمود وهدم الاخفاقات التي عانت منها العمليه التعليمية وفشلوا في اصلاح الخلل الذي لازم الميدان فترات زمنية طويلة....وبعضهم لم يستطع ترك نجاحات لاسباب كثيرة قد تتعلق بقدراتهم أو الفترة الزمنية القليله لتوليهم ادارة وزارة التربية والتي لم تسعفهم لتحقيق انجازات او برامج تذكر أو يشار لها.
ولأن وزارة التربية والتعليم هي الحياة الكبرى التي ينضوي تحتها كل فرد وكل بيت في الوطن..وهي المعمل الذي يصقل حياة العاملين فيها لما تتيحه من مجال لتكوين علاقات اجتماعية واسعه لا تحققها مؤسسات اخرى..ولأنها المؤسسة التي تتعامل مع عقول ابناء الوطن...لا بد من أن يتولى قيادة هذه المؤسسه كفاءات تربوية وخبرات تعليمية تأتي لنا بسياسات وتجديدات تتلائم مع التطورات التعليمية التي تشهدها دول لها تجاربها الناجحه في التعليم...وقد حظيت وزارتنا بوزيرتربوي فذ نأمل له أن يكتمل حلمه في تطوير المناهج المدرسية,تطوير المعلم ,تطوير البيئه المدرسية والتربوية وتطوير تقنيات التعليم.....فما أجمل حلم المسؤول عندما يكتمل!!!!