بشرية تعيش حالات مد وجزر!
مثقال عيسى مقطش
11-10-2014 10:59 PM
بشرية تعيش حالات مد وجزر .. والفقير يزداد فقرا والغني يزداد ثراء.. واليوم يعلن صندوق النقد الدولي ان المؤشرات سلبية تجاه معدلات النمو خلال عام 2014 نتيجة الازمات الجيوسياسية الصعبة في كثير من الدول ، ومن ضمنها بلدان عربية !
وكلما دقت ساعة الخطر تقوم الدول الصناعية او مؤسسات المنظمة الدولية بالدعوة الى عقد مؤتمر تهدف من خلاله الى النظر بعين العطف الى حال الدول المتعثرة التي تصارع شعوبها الحروب الداخلية والتشرد وما تعكسه من احوال جوع وعطش ومرض ! والنتيجة تكون مجرد وضع خطة لدعم هذه الشعوب بمساعدات غذائية من شأنها تمرير مرحلة حرجة وسد رمق واستيعاب غضب !
لم يتوقف الوضع عند الاعلان عن عدد جياع العالم بليون ونصف البليون جائع ومشرّد ، لا بل تتزايد الامور تراجعا مما يتطلب منهجية عمل برعاية الامم المتحدة للخروج بتوليفة من شأنها انقاذ البشرية من جوع مدقع وتشرد مؤلم لمئات الملايين من سكان العالم !
واقع الحال ان مئات المليارات تصرفها الدول على برامج التسلح ، ولكن فتات الاموال تخصص لمساعدة شعوب فقيرة بائسة لا يتجاوز متوسط دخل الفرد فيها الدولار او الدولارين ، او اجبرتها ظروف الحروب والمشاكل الجيوسياسية على التشرد والبحث عن ملاذ آمن بعض النظر عن نوعية الحياة ومدى توفر متطلباتها !
العالم امام مشكلة قوامها الانسان والحد الادنى لمقومات انسانيته ، وان طرح الاسئلة حول هذه المشكلة يزيدها تفاقما وتعقيدا ، ولكن بعض المعنيين اجتهدوا ونادوا بحلول تشكل الخطوة الاولى عبر مسيرة طويلة باتجاه الهدف ، وهي ان تقوم الدول المانحة بتأهيل هذه الشعوب ، وتعليمها كيف يمكنها التعايش مع امكانياتها واستغلال مواردها المتاحة ، بهدف تعظيم الانتاج وتحقيق التسارع في الاعتماد على الذات !
فأي تكافل وتضامن تعيشه الكرة الارضية ؟ وان الحلول الجزئية المؤقتة كانت ولا تزال عبر عقود زمنية هي منهجية الدول المانحة ومؤسسات المنظمة العالمية في مواجهة نقص الغذاء وجوع وتشرد الشعوب ! والسؤآل لماذا .. والى متى ؟
والاساس ان تكون الحلول جذرية وان تسير في منهجية جديدة ومختلفة تستند الى معالجة واقع اليم يغطي في انتشاره مناصق ساخنة وتراكمات ناجمة عن التخطيط الخاطيْ لدول العالم الثالث وتراجع او انعدام المساحات الزراعية فيها ، وتزايد دور تجار بورصة الزيت الخام ، مما اثر سلبا على استقرار الانسان وقدرته على الصموم امام الضغوطات الخارجة عن ارادته !
ان المنهجية الجديدة المطلوبة ليست تقديم مساعدات وسد افواه جياع وانما وضع آلية تقوم على تقسيم دول العالم الثالث والمشرّد الى مجموعات ، وربط كل مجموعة بفريق عمل مشترك من العالم الصناعي والدول المانحة والمؤسسات الدولية ، بحيث يناط بفرق العمل مسؤوليات
واضحة ومحددة باتجاه اعادة تأهيل ومتابعة اقتصادات ومجتمعات هذه الدول ، وتدريبها على كيفية البحث عن افضل الطرث للوصول الى مرحلة متقدمة من الاستقرار والاكتفاء الذاتي ، وتفهم الابعاد الواقعية لمتطلبات الاستقرار ، والدور المناط بحكومات وشعوب هذه الدول نحو تحقيق الهدف .. فيا جياع العالم تنبهوا !