شاءت الظروف ان التقي بالصدفة الدكتورة لانا مامكغ وزيرة الثقافة في رحلة سياحية على متن طائرة من طائرات القطاع الخاص الى انتاليا في تركيا خلال عطلة عيد الاضحى المبارك وترافقنا في رحلة ارضية الى موقع الشلالات الرائع الجمال وزيارة المدينة القديمة في يوم من اجمل الايام السياحية ، وكان اللقاء الثالث في رحلة العودة عن طريق مطار انتاليا الدولي الى عمان حيث اعلمنا بخلل طارىء في الطائرة الربضة على ارض المطار والمفروض ان تقلنا الى عاصمتنا ... وهنا بدأت المعاناة ...معاناة مائة وثمانين اردنيا عالقين في مطار انتاليا ...فيهم المرأة... والطفل... والشيخ ...والمريض ... والعاجز ...بينهم من له اعمال يجب انجازها في الاردن ...ومنهم من كان على موعد سفر للالتحاق بعمله في الخليج ...ومنهم من كان يأمل الوصول الى عمان للتوجه الى الضفة الغربية ...قبل اغلاق الجسر وغير ذلك الكثير.
استمرت المعاناة اكثر من عشر ساعات من الانتظار جسدت الوزيرة في كل لحظة من لحظاتها الحس الوطني الكبير الذي تمتلكه وقدرتها الفائقة على تحمل المسؤولية من خلال الجهود التي بذلتها في ايجاد حل لمشكلة الانتظار ... فقامت على الفور باجراء اتصالات هاتفية مع المعنيين في مكاتب السياحة وشركات الطيران... ووزيرة النقل وابلغتهم بالمشكلة وشرحت لهم بالتفصيل معاناة النساء والاطفال والشيوخ الذين يحتاجون الى الرعاية والادوية والطعام والشراب ...وتمكنت من توفير ذلك لهم ... ولم تقف جهودها عند هذا الحد وانما استمرت بتفقد الصغير والكبير .... المرأة والطفل... تسأل بين فترة واخرى عن حاجاتهم ومتطلباتهم وتحاول تلبيتها ...وتخفف من معاناتهم بالكلمة الحلوة والوعد الصادق... ولم يهدأ لها بال طوال الساعات العشر حتى تم تأمين طائرة ركاب اخرى اقلت الركاب الى مطار علياء الدولي الساعة الثامنة مساء .
وما من شك في ان هذه التجربة المرة مع طائرات القطاع الخاص لم تكن الاولى مثلما انها لم تكن الاخيرة الامر الذي يتطلب من الدولة الاردنية عدم السكوت على مثل هذه الممارسات التي تسيىء ليس فقط لسمعة شركة الطيران وانما لسمعة الاردن التي نسعى جميعا للحفاظ عليها والاعتزاز فيها ، ويستطيع كل راكب من الركاب المائة وثمانين ان يقاضي شركة الطيران ويطالب بالعطل والضرر والمس بكرامته من خلال فترة الانتظار الطويلة والمهانة التي الحقت بنا جميعا وعدم الاكتراث من قبل طاقم الطيران وشركة الطيران التي لم تعر اهتماما بما حدث سوى انهم اخبرونا بعطل فني ...ولم يعودوا الينا .
واننا اذ نقدر عاليا جهود الوزيرة الدكتورة لانا مامكغ بحل هذه المسألة ونحي فيها انتماءها الشديد للاردن الغالي وحرصها على سمعته الطيبة ليأمل جمهور الركاب منها تنفيذ وعدها لهم بايصال شكواهم الى المسؤولين واتخاذ الاجراءات المناسبة بحق اي شركة من شركات الطيران التي لا يهمها راحة المواطنين والمسافرين وسمعة بلدها ووطنها.