الكنيسة الارثوذكسية غير قابلة للمساومة والتقسيم
سهيل القسوس
09-10-2014 10:03 PM
قبل الحديث عن موضوع عنوان المقال اعلاه أجد من المسؤولية اعطاء نبذة تاريخية عن
( دير السيدة العذراء ينبوع الحياة في دبين ) لبيان صاحب الفضل في بناءه ووجوده .
في العام 1972 قام المغفور له غبطة البطريرك ذيوذورس بشراء ارض في منطقة دبين وبنى عليها كنيسة صغيرة كان يتردد على المنطقة ويصلي بها ، أثناء وجوده في عمان مطراناً لفيلادلفيا اي الاردن. بعد ذلك وفي بداية التسعينييات من القرن الماضي قام غبطته بعد ان اصبح بطريركاً للمدينة المقدسة والاردن بوضع حجر الاساس للكنيسة الحالية وانفق عليها أموالاً وبنيت بشكلها الحالي وعين لها راهبةً هياالاخت ذيوذورا الفار والتي لا نعلم اين هي الان !!
وحوالي العام 2001 عين غبطته الارشمندريت خريستوفورس كاهناً للدير وبدأ عمله وعمل طيلة فترته جاداً في بناء الدير وتطويره الى أن وصل الى وضعه الحالي .
أما قدس الارشمندريت خريستوفورس فهو حنا عطالله من مواليد بلدة جفنا قضاء اللد في العام 1970 عندما بلغ سنه التاسعة أحضرته والدته الى البطريركية تهيئةً لدخول سلك الكهنوت ودرس في المدرسة الاكليريكية في القدس، وقد حظي هذا الطالب حنا عطالله ( فيما بعد خريستوفورس ) بعناية ودلال ورعاية خاصة من قبل البطريرك المرحوم ذيوذورس وقد روي لي أن حنا عطالله هذا في تلك الفترة استغل الدلال والعناية والدعم من قبل شخص البطريرك حتى اصبح شاباً لا سيطرة عليه ، لا يحترم احدا ولا طاعة عنده وبسبب احترام جميع المتواجدين في البطريركية لشخص البطريرك حفاظاً على شعوره فقد غظوا الطرف عنه وبقي حتى العام 1990 عندما رسمه البطريرك شماساً واعطي الاسم الكهنوتي " خريستوفورس " وبعد ذلك بفترة وجيزة رفعه الى مرتبة ارشمندريت وهو في بداية العشرينات . بعدها ارسل الى عمان ليعمل في المطرانية ومكث بها مدةً ثم الحق بدير دبين كرئيس على ما اعتقد في عام 2001 .
وبعجالة سريعة سأوضح الدور والمكانة التي تمكن خريستوفورس بنائها لنفسه حتى لمعت النرجسية لتغلف شخصيته بطابع جاذب ومؤجج لكل ما هو خارج عن المألوف في دور الكهنوت وقوانينه والطاعة لكل المجالس والرئاسات كون الهدف من عمل الكاهن هو الرعية فقط وليس البحث عن المجد والرتب والجهوية . عندما بدأ عمله في المطرانية كان هناك المطران قسطنطين لم تكن لهذا المطران قدرة على التحدث بطلاقة ووضوح باللغة العربية مع كبر سنه ولهذا أخذ خريستوفورس عنه الكلام والترجمة الى أن كرس حظوره في كل المجامع والمناسبات حتى أنه كان يرافق مطرانه في اللقاءات الرسمية مع الدولة وينوب عنه وقد فاز بكاريزمته المعهودة وقدرته العالية على ترتيب الحديث ونعومته منطلقاً من حالة عدم وجود المنافس حتى أصبح ممثل المطرانية والبطريركية في عمان دون تكليف . وكانت له الفترة الذهبية في حياة البطريرك ذيوذورس، ونتيجةً لهذا الدعم وعدم تواجد منافس " كوش " كما نقول بالعامية على كل شيء فبدأ ببناء علاقات وجمع التبرعات من كل مقتدر في الاردن وخارجه فقد بنى علاقات شديدة الود والارتباط بشخصه مع كل المؤسسات الارثوذكسية في عمان وبنى أخرى مع بطريركية انطاكية وبطريركيات أخرى كعلاقة شخصية له دون الرجوع وأخذ بركة ذلك من قيادته الدينية وقد دعمته تلك المؤسسات الى ابعد الحدود حتى اشتم الانسان من ذلك ما يحذر منه درءً لأي خلل في صلابة وقوة النسيج الوطني في الاردن . ومما تقدم شعر هذا الكاهن الطموح بأن طريقه مفتوحة للرتب الاعلى والمواقع ، عند ذلك وبعد وفاة البطريرك ذيوذورس حاول مع البطريرك المعزول ايرينيوس أن يرفع لرتبة مطراناً ولم يفلح بذلك لصغر سنه، وفي عهد البطريرك الحالي ثيوفيلوس الثالث حاول ذلك مع بدء عمله بطريركاً في 22/11/2005 الا أنه أي خريستوفورس شعر بما يفيد أنه لم يتم ذلك بالسرعة التي ينشدها، فللحال بدأ حربه مستنداًعلى دعم جماهيري وتحشيد من معظم المؤسسات الارثوذكسية في عمان وايضاً عند مشاهدة صور المحتشدين والمؤآزرين تجد أطياف تدل على فزعة غير منضبطة حرصاً على خدمة خريستوفورس لأهواءً قد يشتمها المتابع . في كل المؤتمرات التي عقدت في عمان منذ العام 2006 وأخيراً في بلدة الحصن كان يردد هذا الكاهن ومؤآزروه ومن طيف قليل من الكهنوت بعدم شرعية غبطة البطريرك ثيوفيلوس وكيل الاتهامات الكثيرة له مستنجدين بأشخاص اعتباريين غير معنيين بالشأن الكنسي والمسيحي آملين منهم الدعم والمؤآزرة لثورة ليس لها سوى تقديم الخدمة المجانية واغتنام المكاسب لشخص واحد فقط حيث لم يستطع خريستوفورس اثباء ولو لمرة واحدة أن البطريرك ثيوفيلوس أجر أو باع أوقاف ارثوذكسية لجهات مشبوهة، وهنا أذكره وأذكر الجميع بفزعة سماحة مفتي القدس في ندوة خاصة في مركز الدراسات الاستراتيجية في جريدة الرأي الغراء حول القدس بمشاركة غبطة البطريرك ثيوفيلوس حينما انتصر هذا الشيخ الجليل لغبطته مؤكداً أنه لم يقم ببيع أو تأجير أي وقف ارثوذكسي في القدس خروجاً على المحافظة على عروبتها، ومن الاتهامات الاخرى عدم احترامه للكهنة العرب والتضييق عليهم واقول له هنا في الاردن ما يقارب الخمسين كاهناً كل واحداً منهم امبراطوراً لا ينازعه أحد، رواتبهم تصل اليهم بحدود 750 يورو وهذا ما يعادل أو يزيد عن راتب أمين عام وزاره أو مدير رئيسي في أية وزارة أو محافظة ، عدا عن بركة يد معضمهم ، منهم من يدرس اولاده في بريطانيا، لكن غير المستفيدين هم رعاة الكنائس البعيدة عن عمان ، وانت ايها الطموح اقول لك بالعامية المطلقة " تتـــبغدد " بالتبرعات والمنح والمصادر المالية المعروفة وأخرى تعرفها أنت، تهدي الهدايا الثمينة، تصرف على المؤآزين وحقيقةً منهم من هو محتاج لكن يطلب منهم المؤآزرة ورفع الصوت والرفض للكنيسة والبطريرك .
قدس الارشمندريت خريستوفورس أنبهك وانت تعرف هذا والكاهنين اصدقائك في فلسطين وراهبك في دير دبين أن مؤآزروك خرجوا عن المألوف وكتبوا على مواقع التواصل الاجتماعي والالكترونية الاخرى وصاغوا الهتافات النارية دعماً لرفضك الطاعة وانت جالس على كرسي تتمتع بهؤلاء الشبيبة وتعتقد بأنهم سيوصلونك الى مرادك وهذا ما نرفضه أدباً وعضوياً في كنيسة السيد المسيح، لا بل المس بالوطن ونحتفظ بكتاباتهم وتعليقاتهم ومواقعهم هذه تحمل اسمك وبركتك وبركة اصدقائك الكهنة مؤآزروك من هم في فلسطين وبركتهم، بالله عليك اغلق واكتم تلك المواقع التي تمون على اصحابها لأنها تجرح وتفتح ابواباً اغلقت من زمن بعيد جداً.
الأب خريستوفورس بكل ثقة ومعرفة أؤكد لك ولجميع الشعب الاردني بكل اطيافه أن غبطة البطريرك ثيوفيلوس لم يقبل على نفسه وكنيسته السماح لرعيته في فلسطين أن تتجند في الجيش الاسرائيلي، لا تطمس الحقائق وتخفيها عن الناس، البطريرك حرم الكاهن النداف صاحب هذه الدعوة ومنعه من القيام بأي من الاسرار المقدسة في الكنيسة وصدر بيان اعلامي عن البطريطية في كل وسائل الاعلام ومنها جريدة الراي تنفي ما تتداوله انت ومؤآزروك لاستثارة مشاعر وحفيظة الاردنيين مستغلاً عدم معرفة الكثيرين بحقيقة الامور وصدق النوايا لدى البطريرك وادارته .
ان ما دفعني كتابة هذا المقال هو مشاهدتي للاحتفالية المقامة في دير دبين يوم الجمعةالموافق 3/10/2014 على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أنه بعد انتهاء القداس جلس الارشمندريت على كرسي خاص محاطاً بشبيبة دون الثامنة عشرة من العمر وبعض الكبار منتشياً بالهتافات والخطابات النارية ضد البطريركية والبطريرك بجمل وكلمات غير مألوفة رافضين نقل الكاهن لأقدس مكان في الاردن وفلسطين ليلتحق بكنيسة القيامة ويتقرب من والديه في قرية جفنا وبعد الاحتفالية الداخلية قام هؤلاء الشباب بعمر الورود بعمل طوق بشري حول الدير تحسباً لقدوم من يطلب من الكاهن المغادرة وهذا منظر مشفق عليه وغير مألوف، أحبائي لا يوجد على تراب الوطن من هو أكبر منه لكن اقول لكم وبكل صراحة جميعنا يتمتع برعاية الهاشميين بطيبتهم وعفويتهم المحببة وسماحة نظامهم واحترامهم للمكون العربي المسيحي بدءً من المغفور له عبدالله الاول وصولاً للملك المعزز عبدالله الثاني ادام الله عليه العزة وسعة الافق ودفء الوفادة لنا، فغير مقبول أن تستغل هذه الصفات في نظامنا الهاشمي المفدى كما تتصرفون .
أؤكد لكل من تواجد في دير دبين في تلك الاحتفالية المناصبة أن كاهنهم هذا لا يقبل تبديل الجاه والمال والنرجسية والجماهيرية على كنيسة القيامه ورعايته اناس كثيرون في فلسطين، اصحوا فالقادم اصعب، ان حدث لا سمح الله فلن تجدوا هذا النرجسي الطامح وسترون أنه غير قادر على تقديم شيء .
وفي الختام أجد من الواجب علي أن أضع جميع المؤسسات الارثوذكسية والشبيبات كافةً وبعض الكهنة الذين هبوا منذ العام الفين وستة للوقوف خلف الاب خريستوفورس الطموح وساندوه ولا يزالوا على ضلالة وكأنهم لا يعلمون موقفه السابق من موقفه الحالي لأقول : -
كتب الاب خريستوفورس عطالله مقالاً مطولاً في جريدة الرأي يوم الاحد 18 شباط 1996 نارياً على خمسة أعمدة بزاوية آراء حرة ( ولدي صورة عن المقال) ، رافضاً المس والانتقاد للبطريرك اليوناني ذيوذورس عندما قام الاب استفانوس فرحات وبالمناسبة هو من ابناء الفحيص بحركة تصحيح ساندته بها جميع المؤسسات الارثوذكسية في عمان آنذاك وهي تساند خريستوفورس الان بموقفه الحالي فهاجم الجميع واستشاط غضباً لعدم المس بالبطريرك اليوناني والكهنة اليونانيين من اخوية القبر المقدس ،
( اقتبس حرفياً بعضاً من مقاله ) : -
((( كوني عضواً في اخوية القبر المقدس وراهباً فيها وخادماً في كنيسة المسيح دعاني الواجب قولي الحق ضارعاً الى الله أن يعم السلام في قلوب الناس والكنيسة والوطن، ان القول بأن البطريرك يوناني الجنسية وان كافة رهبان أخوية القبر المقدس من اليونان يتصرفون بأملاك الكنيسة كما يريدون هي ادعاءات باطلة فالبطريرك يوناني الاصل أردني الجنسية عاش وترعرع في القدس أكثر ايام حياته حيث قدم من اليونان سنة 1938 وعمره لم يتجاوز الاربعة عشر عاماً ..... الخ ))) ويضيف ((( وله من المواقف التي يفخر بها كل مواطن بما أدت الى الاعتداء عليه ))) ويضيف في مقاله : - ((( ففي الكنيسة لا وجود الى عرق أو جنس عربي او يوناني، رجل أو إمرأة بل جميعنا اعضاء في كنيسة المسيح دون تمييز، نقبل فيها من يتقدم طائع للانضمام الى الأخوية مريداً للخدمة والعمل تحت قوانين الرهبة والكنيسة ))) وفي المقال ايضاً يتسائل مهاجماً المؤسسات الارثوذكسية كافة والتي تدعمه في موقفه الان: - ((( ودعونا نتسائل الان ، هل هذه الاتهامات الموجهة للكنيسة الارثوذكسية عامة " وأم الكنائس كنيسة القدس " خاصة من اناس مرتبطين بالكنيسة مصليين يساعدونها ويسهرون على مصلحتها أم هم من ذوي المناسبات والمصالح الشخصية ؟؟؟؟ لا يشاركون الكنيسة حياتها الروحية ولكن ظيفتهم النقد غير البناء، كون اتهاماتهم التي لا تمت للحقيقة بصلة، ابنائنا الروحيين برئاستهم الروحية وليس فقط بل انها تدخل الشك ايضاً في قلوب كافة ابناء هذا الوطن الغالي ))) . وفي فقرة اخرى يقول : -
((( ففي المدرسة الاكريليكية التابعة للبطريركية في القدس والتي غايتها تحضير الطلاب للرهبنة فان نصف عدد طلابها هم عرب ولكن الاقبال على الحياة الرهبانية من ابنائنا العرب قليل لأنهم يفضلون الزواج على الرهبنة وقد قام صاحب الغبطة ونيافة المطران قسطنطين مطران عمان بعدة محاولات لادخال بعض ابنائنا الى عضوية الاخوية ....... ))) ويضيف الاب خريستوفورس في مقاله : - ((( اما فيما يخص أملاك البطريركية فقد حافظ اعضاء الاخوية على مر السنين على هذه الاملاك وزيادتها بكافة الامكانيات المستطاعة حتى وصادف في سني الشدة الى استشهاد بعض اعضائها الذين كان آخرهم الارشمندريت فيلومينوس في دير مار يعقوب نابلس عام 1979 فاين يقع هذا الادعاء من الحقيقة ؟؟ ومن يملك اثباتاً خطياً خلافاً لذلك فليتقدم به والا الصمت اولى )))
بعد هذا كيف تجدون صحة مؤآزرتكم احبائنا مؤآزري الارشمندريت خريستوفورس في خروجه عن الطاعة وقوانين الرهبنة التي تحدث عنها في المقال ..
في زمن يهاجمكم ويستبد بقساوة في وصفكم بما تطلعون عليه اعلاه والان عندما ضاعت منه الفرص استثاركم وتغيرت قناعاته مئة وثمانين درجة وقادكم ورسم لكم المجهول للكنيسة حتى آلت للانقسام والتفتيت آخذاً بالقول المأثور " علي وعلى اعدائي يا رب "
و ختاماً و بعد ان قامت مجموعة من الشباب و الشبيبة و آخرون في عمر التوازن بأقتحام مطرانية الروم الأرثوذكس في الصويفية بغوغائية و استهتار بكل عرف كنسي تُحترم فيه هذه الأماكن مطلقين تهديدات وشتائم و انزال صورة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية و رميها ارضاً مهددين مطران الاردن أن إذهب لمعلمك في القدس و إلغي نقل الأرشمندريت خريستوفورس و إلآ عليك عدم العودة لعمان وقد كان هذا بثاً حياً ومباشراً على مواقع التواصل الاجتماعي بالإعلام وهو محفوظ بأرشيف خاص .
لكل ما تقدم أقول لكم يها الأحبة المحترمين الأفاضل السلطة في الاردن تحيل من هم أعلام في القيادة والادارة في كل أجهزتها على التقاعد بعض عشائرهم كبيرة و متجذرة و متخصصة في انجاب قادة الأزمات و السلم منهم أداريين و قياديين سجلوا للوطن انجازات ارتبطت بأسمائهم , عند إحالتهم على التقاعد لم يعترضوا او يستفزوا ليستنفروا قبائلهم و عشائرهم للإعتراض على القرار السيادي جلهم احترم القرار و شكروا تكريم أبنائهم لما وصلوا اليه و لم يعتصموا و يجيشوا و يهددو المؤسسات .
مع كل محبتي واحترامي للجميع معتذراً عن الاطالة لكن الضرورة تلزم الصراحة الصادقة
وشكراً