خبراء يبحثون الركود الاقتصادي في ظل مناخ مضطرب
09-10-2014 08:34 PM
عمون - سيضطر كبار خبراء الاقتصاد في العالم الذين يجتمعون اعتبارا من الخميس في واشنطن لايجاد نهج في مناخ عالمي مضطرب مع معدلات نمو عالمية "رديئة" وازمات جيوسياسية في اوكرانيا وسوريا والعراق ومخاطر صحية جراء فيروس ايبولا.
وبعد ست سنوات على الازمة المالية، لا يرتقب ان يشهد الاقتصاد العالمي انكماشا جديدا معمما ويتوقع ان يستمر النمو هذه السنة بنسبة 3.3% وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي التي نشرت الثلاثاء.
لكن المهمة تبقى صعبة بالنسبة الى الرؤساء والوزراء وحكام البنوك المركزية الذين سيضطرون الى ايجاد حلول ملموسة لمواجهة الركود الاقتصادي خصوصا في منطقة اليورو.
والاربعاء حذرت المديرة العامة لصندوق النقد كريستين لاغارد من "ان الاقتصاد العالمي يواجه فترة طويلة من النمو الضعيف المرفق بمعدل بطالة مرتفع وتزايد التفاوت" الاجتماعي.
ولمجموعة العشرين التي تضم اغنى اقتصادات العالم مشاريع طموحة. لكنها حاليا تجد صعوبة في ايجاد وسائل لاعطاء دفع للنمو.
ولا يتوقع ان يشكل انعقاد "مجموعة العشرين المالية" الجديدة بعد ثلاثة اسابيع من لقاء مماثل في استراليا حدثا بارزا.
وافاد مصدر في وزارة المال الالمانية ان الاجتماع سيكون "روتينيا" لان مجموعة العشرين ستكرر الجمعة الدعوة لاجراء اصلاحات بنيوية.
لكن بحسب صندوق النقد آن الاوان الى الذهاب ابعد من ذلك.
وقال كبير خبراء الاقتصاد في الصندوق اوليفييه بلانشار الثلاثاء "التحدي بالنسبة الى الاسواق المتطورة والناشئة هو الذهاب الى مرحلة ابعد والدعوة الى مزيد من الاصلاحات البنيوية وتحديد الاصلاحات الاكثر الحاحا الان والتي يمكن تطبيقها سياسيا".
وبات صندوق النقد والبنك الدولي يدعوان معا الى زيادة النفقات العامة على البنى التحتية مثل النقل والكهرباء.
ويتوقع ان يؤسس البنك الدولي رسميا الخميس صندوقا عالميا محددا يخصص لهذه الاستثمارات. اما صندوق النقد فهو لا يتردد في تقديم النصح للدول الاعضاء بخفض ديونها لتمويل البنى التحتية حتى وان اثر ذلك على مبدأ التقشف في الموازنة.
وهو موقف يلقى اصداء خصوصا في منطقة اليورو التي تشهد ركودا حيث تدعم فرنسا نهوضا اكبر في حين تؤيد المانيا الموازنة الجدية وحيث تقترح المفوضية الاوروبية خطة استثمار ب300 مليار يورو.
والنقاشات في واشنطن ستتركز على الاقتصاد المالي حصريا وستتطرق ايضا الى الازمات الجيوسياسية في اوكرانيا والعراق وسوريا التي قد "تؤثر" بحسب صندوق النقد على نقل الغاز والنفط.
وانعكاسات فيروس ايبولا الذي اسفر عن وفاة 3900 شخص، على الاقتصاد تبدو محصورة حاليا بالدول الافريقية الثلاث الاكثر تأثرا به (غينيا وسيراليون وليبيريا) حتى وان كشف عن اصابة في اسبانيا هذا الاسبوع.
وسيلقي رؤساء الدول الافريقية الثلاث كلمة الخميس في هذا الخصوص.
وحذر البنك الدولي من آثار "كارثية" لتفشي الفيروس في المنطقة وقدروا باكثر من 32 مليار دولار الكلفة المحتملة على غرب افريقيا.
من جهته حذر صندوق النقد بالقول "اذا استمر الفيروس في التفشي بهذه الوتيرة والامتداد الى الدول المجاورة فسيكون لذلك عواقب اخطر".
واضافة الى هذه الملفات الكبرى ستواجه المؤسستان اللتان تحتفلان بالذكرى السبعين لتأسيسهما، تحديات داخلية هذا الاسبوع في حين انشأت الدول الناشئة الكبرى (البرازيل والصين وجنوب افريقيا والهند وروسيا) مؤسساتها المالية الخاصة.
وسيسعى صندوق النقد الى الحصول على ضمانات جديدة من الولايات المتحدة التي تعرقل اصلاح المؤسسة الرامية الى منح الدول الناشئة دورا اكبر.
وسيحاول البنك الدولي اقناع الدول الاعضاء الـ188 بجدوى خطته لاعادة التنظيم الداخلي التي قد تشمل الغاء وظائف واثارت مؤخرا ضجة كبيرة حول العلاوات التي منحت للمسؤولين في هذه المؤسسة.
(وكالات)