القنصل الأردني في هنغاريا .. مثالا
د.خليل ابوسليم
09-10-2014 12:52 PM
لم ولن تكن لدي الرغبة في يوم من الأيام للكتابة عن أي مسئول أردني مهما علا أو قل شأنه في أي موقع كان، لان الكتابة عنهم وتحديدا إذا كانت في مجال بيان المناقب سوف تفسر من ضعاف النفوس بشيء من التزلف والنفاق، وأربأ بنفسي أن انزلق في تلك المتاهات.
إلا أنني وجدت نفسي أمام حالة لا يمكن تجاوزها في ظل الخمول والكسل الذي أصاب معظم المسئولين لدينا في معظم المواقع التي يشغلونها داخل الوطن أو خارجه، لدرجة أن البعض منهم بات يعتقد بأن ذلك الموقع هو حق من حقوقه المكتسبة أو على الأقل هو من واجبات الوطن تجاهه، بعد أن أصبحت تلك المناصب مكانا للتنفع والارتزاق.
الشخص الذي سأتحدث عنه اليوم، هو حالة فريدة من نوعها في ظل تهافت المسئولين على شتى المواقع والمناصب، وبالمناسبة فأنا لا اعرفه شخصيا ولم يسبق لي أن التقيت به في يوم من الأيام ولا اعتقد أنني سألتقيه في المستقبل، لكنه نموذجا يُحتذى للمسئول والمواطن الأردني المنتمي لوطنه وقيادته يستحق منا الإشادة والتقدير.
انه القنصل الأردني في هنغاريا، الذي ترجم انتماءه وولائه لوطنه وأبناء جلدته على ارض الواقع فعلا لا قولا، وبذلك بات سفيرا خارقا للعادة من خلال عطاءه وتواصله مع أبناء وطنه، باذلا في خدمتهم كل ما في وسعه من طاقات ومسخرا كل إمكاناته على كافة الأصعدة بما فيها الشخصي وذلك لتحصيل عدد كبير من المقاعد الدراسية لأبناء بلدة في الدولة التي قدرته وبلده عاليا وقدرت جهوده المتواصلة لخدمة أبناء بلده ومد جسور التواصل بين بلده الأردن وهنغاريا، وبذلك استحق أن تُرفع له القبعات احتراما.
جهود كبيرة تمكن من خلالها انجاز الشيء الكثير من خلال تحقيق منح كاملة ناهزت الـ 400 منحة للطلاب الأردنيين لمتابعة دراستهم في هنغاريا وفي كافة التخصصات والدرجات العلمية، شاملة الرسوم الدراسية والسكن والتامين الصحي إضافة الى المصروف الشخصي حسب ما طالعتنا به الصحف والمواقع الإخبارية.
وكم كنا نتمنى لو أن كل القناصل والسفراء في الدول الصديقة والشقيقة انتهجوا ذلك النهج وساروا على نفس الخطى في تحقيق المزيد من المكاسب لأبناء وطنهم وهم القادرون على استثمار علاقاتهم من خلال مواقعهم التي يشغلونها، في ظل الظروف الاقتصادية التي يرزح تحتها المواطن والذي بالكاد يتدبر مصروف يومه فكيف به يقوى على تأمين تكاليف الدراسة لأبنائه.
بالمناسبة، بعض من السفراء والقناصل يعتبرون مناصبهم بمثابة مكافأة لهم، وجزء منهم لا يعرف انه ممثل لبلدة إلا عند الاحتفال بعيد الاستقلال فقط، وفي باقي الأيام يتوارى خلف المنصب بعيدا عن الجالية الأردنية المتواجدة في كل دولة من دول العالم.