يرسم تقرير محترف كتبه الزميل عواد الخلايلة في «عمون» لوحة حقيقية لوضع الاردنيين في العيد، والمناسبات المشابهة، ونكتشف انه ليس هناك عيد حقيقي، ولا يحزنون، فالوضع الاقتصادي لا يترك للناس مجالاً للمحافظة على بهجة، ولو محدودة، بالأجواء التقليدية المعروفة.
ويتحدث استطلاع قياس الرأي العام العربي لهذه السنة، عن أن نحو نصف الاردنيين اكدوا ان الحالة الاقتصادية لأسرهم تتراوح بين السيئة والسيئة جداً، ومن بين اربع عشرة دولة عربية يحتل الاردن الموقع التاسع، وتتفوق عليه دول مثل موريتانيا واليمن ومصر وفلسطين، وبالطبع الدول النفطية.
كل المجالس التي حضرناها في العيد كان يستغرقها حديث «داعش»، ويستغرب المرء حين يكتشف ان هناك متعاطفين مع هذا التنظيم، واذا كان الامر يأتي على استحياء، فإنه يعكس حقيقة تنسف ما يملأ وسائل الاعلام من تطمينات، بانه ليس هناك في بلدنا من بيئة يمكن ان تشكل حاضنة للفكر المتطرف.
الفقر هو أهم عوامل انتشار الفكر المتطرف، تدعمه عوامل مساندة مثل التمييز والإقصاء والجهل والغبن وغيرها، واذا كان هناك اتفاق على ان الطائرات والدبابات ومختلف الوسائل الامنية لا يمكن ان تحقق نصراً على الأفكار، فينبغي ان يكون هناك توافق على تجفيف المنابع، والبداية لا تكون سوى بالفقر، فقد عضّ جيراننا أصابعهم ندماً على السكوت على الأسباب، وهذا ما لا نريد ان نصل اليه في يوم من الايام. (السبيل)