من ثمرات الربيع العربي .. دولة درزية صديقة لإسرائيل في الجولان !
عودة عودة
08-10-2014 03:39 PM
في الأنباء.. منذ أكثر من عام أعلنت الحكومة الإسرئيلية بأنها تطمح في إحياء مشروع ( دولة درزية ).. صديقة لإسرائيل في الجولان، لا تختلف كثيراً عن مشروع إسرائيلي مماثل لدولة فلسطينية بلا سيادة على حدود رسمية ومنزوعة السلاح وصديقة لإسرائيل أيضاً على ما تبقى من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة (الحياة اللندنية 24 حزيران 2013( .
و شجع إسرائيل في طرح مشروع الدولة الدرزية الصديقة لإسرائيل هذه تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا وعلى مدى أكثر من عامين، إضافة الى تدهور الحالة العربية التي فقدت روح التضامن والتكاتف وتحديداً بعد الإحتلال الأميركي للعراق قبل حوالي عشر سنوات.
و للتذكير.. فقد طرحت إسرائيل العام 87 من القرن الماضي "مشروع الدولة الدرزية" في الجولان، لكنه أجهض من قبل شخصيات قومية معظمها درزية سورية ولبنانية وأردنية وفلسطينية وعلى رأسهم كمال جنبلاط، رافق ذلك إضراب شامل على مدى ستة أشهر في الجولان لم يتوقف إلا بعد أن أعلنت الحكومة الإسرئيلية أنها صرفت النظر عن المشروع وإن كانت الإحتجاجات الشعبية لم تتوقف قبل ضم الجولان العام 1981 وبعده وحتى الآن.
و للحقيقة.. وللتاريخ فقد رفضت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الكبرى: الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي حينذاك وبريطانيا وفرنسا وكثير من دول العالم والجامعة العربية الضم الإسرائيلي للجولان، وما زال هذا الرفض قائماً.. مع كل ذلك قامت إسرائيل بطرح مشروع الدولة الدرزية على أرض الجولان مديرة ظهرها للمجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة.
المهم.. مرّ أكثر من نحو عام على طرح المشروع الإسرائيلي لإقامة دولة درزية صديقة لإسرائيل في الجولان.. إلا أنه وحتى كتابة هذه السطور لم تغضب أو تحتج على الأقل أي جهة عربية أو إسلامية أو دولية على هذه الخطوة الإسرائيلية الخطيرة والتي تطال أرضاً عربية سورية محتلة منذ ما يزيد عن 46 عاماً.
و هنا أتساءل.. ويتساءل معي كثيرون: هل هذه الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة بشأن الجولان المحتل قد أصبحت من الأمور (العادية) في وطننا العربي الكبير والعالم كله..؟! فجميع الجهات المعنية عربياً وإسلامياً خاصة (الثورات العربية) والجهات الدولية كمجلس الأمن والأمم المتحدة لم تأبه بمشروع الدولة الدرزية في الجولان معلنة غضبها واحتجاجها بعكس ما كان يجري في الماضي القريب والبعيد.
لا ألوم كثيراُ الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجهات دولية أخرى.. لكن لومي شديد جداً على الجامعة العربية والحكومات والأحزاب العربية وتحديداً وليد كمال جنبلاط وحزبه بالذات حيث أصبحت هذه الدول وهذه الأحزاب في زمن الثورات العربية خارج هدفها لتأمين الأمن القومي العربي فكثيراً ما قفزت في ظل (الثورات العربية) عن مهماتها في فلسطين ولبنان وهاهي هذه المرة تعلن (استثناء) الجولان من العشيرة العربية تماماً كما استثنت فلسطين ولبنان والعراق وغيرها من ديار العرب والعشيرة العربية.. ونتمنى أن يكون هذا (الاستثناء) مؤقتاً وعابراً في أي حركة إيمائية عربية ومن أهل الجولان تحديداً بالموافقة على هذا المشروع التقسيمي سيدفع إسرائيل الى طرح مشاريع (دويلات) أخرى صديقة لإسرائيل في حوران وحلب ودمشق وحمص وحماة.. والحبل على الجرار..!