موسم العيد من أحسن المواسم التي يمكن ان تعطي انطباعا عن حركه المجتمع والدوله . وبخاصة
في مرحلة قلقه في المحيط وحروب واقتتال ودم وخوف ينزع من القلوب فرحة ومن الوجوه ابتسامة .
لا نتحدث عن الهموم الشخصية التي لن تنتهي مادامت الحياة لكنها حاله القلق العامة التي تستنزف الاستقرار العام .
عندما نراقب حركة مجتمعنا وأهلنا خلال العيد نشعر بعظيم فضل الله تعالى علينا ونحن نرى الفرح والأسواق والسياحة وحركتنا بين مدننا محافظاتنا وقرانا وبوادينا . نرى الفنادق مكتظة بالزوار والسياح والمطاعم مزدحمة والأطفال يفرحون ومدن الألعاب مزدحمة بالطفولة . ونرى الاسواق أمنة والحلوى والملبس وكعك العيد وبسطات الملابس والألعاب وشعر البنات وحتى «بكس البندورة « تتناثر في شوارعنا .
انها مظاهر الحياة الطبيعية التي نمارسها والأمان على أنفسنا وأطفالنا وبناتنا ًأمهاتنا وزوجاتنا .وهو الفرح الذي لايفسده قلق من فوضى سياسية او امنية .
الحمد لله اننا مازلنا نفرح ونعيش حياة طبيعية في زمن أرهق العبث والمغامرات وتجار السلاح ًالسياسة دولهم وحولوها الى أسواق للموت والتهجير . ينام الفرد وحوله دولته ويصحو وقد اختفت الدولة وحل بدلا منها تنظيم او ميليشيا او دبابات لا يعرف هويتها .
هي الحياة الطبيعية التي لم تكن شعوب عديدة تدرك قيمتها الى ان فقدتها . حتى ان بعضهم يستغرب ان سيدات في بلادنا يخرجن ليلا وهم الذين لايامنون على الرجال من السير نهارا .
هي الحياة الطبيعية التي هي ابسط حقوق البشر لكنها تضيع اليوم بين ربيع وهمي وتنظيمات تخدم كل احد الا أوطانها . وديمقراطية لم يعرف الناس منها الا صناديق انتخاب توزع الدولة الى حصص بين المذاهب والقوميات ودول الجوار .
الحمد لله اننا نعيش ازدحاما . ونرى أضواء ا وصخبا وفرحا . والحمد لله ان مشكلتنا مع السلاح في الأفراح وليست السياسة والإرهاب وعبث الآخرين بنا .
الحمد لله على الحكمة والوعي وقوة الدولة وعلى حب الأردنيين لبلدهم وخوفهم عليه . لكن النعم تدوم بالشكر . والشكر هنا مزيد من الوعي والتماسك والترفع عن صغائر الأمور . وان نغلق عقولنا عن الحكي الفاضي والصغير . الحمد لله على غياب مراهقة وعبث ومد أيدي وقلوب وعقول للخارج مارسه اخرون وجنبنا الله تعالى إياها .
(الرأي)