المسؤولية التاريخية الكبرى ..
فيصل تايه
08-10-2014 01:28 PM
ما زلنا نمعن في حالة التيه التي تعيشها دول عربية عزيزة علينا جميعاً وذلك بتأجيج الكراهيات وقلب النضال عن معناه الحقيقي ما يعني توجيه الصراعات وابقائها في قالب أخرق وأهوج ودموي وبدائي لا يصب في مصلحة اي طرف على الإطلاق وهي الغاية الواضحة لاعداء الأمة .
ان طائفية الصراعات القائمة ليست سوى تقوية لمراكز الهيمنة وتعزيز آثام وموبقات الوعي المعطل عند كافة ابناء الشعب الواحد بلوغاً لاي استقرار أو شراكة تجسد القانون والعدل.
إن المسؤولية التاريخية الكبرى تتمثل في الرضوخ للمسؤولية الوطنية وزحزحة مظاهر الاحقاد والحروب التي أوقعت فيها، بحيث إن من يقفز على الواقع جرّاء وهم القوة لابد أن يقع في نتائج بلادته وشروره كحتمية تاريخية جراء قوة الوهم المسيطرة .
يجب ان تعي كل الاطراف المتناحرة ان لا فائدة من برمجة الناس على الحس المذهبي فالثابت أن التداعيات القائمة على الأيديولوجيا الطائفية هي أكبر من تقود إلى تنمية العنف وتقويض الشرط الوطني واستشراء قوى الخراب واستمرار البلاد نهباً ومشاعاً لقوى المشاريع الضيقة وكتلة تتأرجح بين تجاذبات المتصارعين المذهبيين بلا إرادة سياسية أو حتى وطنية.
يجب ان تكون قوى الخير مجتمعة ضد التطلُّعات الاستبدادية النابعة من أية قوى، وضد استمرار هوية المشاريع الصغيرة التي لم تعد لائقة بالعصر الحديث، وضد العنف بمختلف الوانة وأشكاله ، وضد معوّقات التحرر الحقيقي ومع أن تحترم كل الجماعات الدينية بمختلف تنوّعها فكرة الدولة، تماماً كما أننا ضد التكفير والإرهاب أو الاصطفائية.
يجب عدم مباركة اضمحلال الامن وتصدر العنف ، كما أن استمرار التمترسات بضراوة خلف أفكار وتصوّرات مميتة والوقوف في وجه من يعزّزون الاعتقاد الغبي الفج أن الهوية التي ستجلب الخلاص هي هوية التسنن أو التشيع ، هوية الشمال أو الجنوب، هوية العنف أو العنف المضاد، هوية اللا مواطنة واللا دولة.
تلك باختصار شديد هويات مهترئة، كما ستستمر فارضة لمجمل الاستحقارات المشينة للهوية الوطنية العربية.
ودمتم سالمين