سياحة المؤتمرات في الاردن
مثقال عيسى مقطش
04-10-2014 07:33 AM
طفى على السطح الاعلامي خبر اطلاق استراتيجية تنشيطية لسياحة المؤتمرات والحوافز المقدمة من الشركات الداعمة ، بهدف ترويج وتسويق الاردن عالميا ، حتى يكون الاول في المنطقة في اقامة المؤتمرات !
كلام رائع نسمعه من المسؤولين في قطاع السياحة .. وجميل ان نقرأ انه تم تأهيل 30 شخصا من الاردن منهم 25 شخصا لسياحة الحوافز ، وكذلك 5 اشخاص في ادارة المؤتمرات !
والسؤال هو : ماذا عملنا لتحقيق الهدف ؟ ويشدني هذا الخبر الى عدد من المرئيات في مقدمتها :
اولا : هل اجرينا أي تحليل مقارن لحملات الترويج التي تقوم بها الجهات المنافسة في الدول المجاورة عبر الاسواق العالمية ، حول نشاط المؤتمرات ، انطلاقا من ميزة رئيسة يتمتع بها الاردن وهي الامن والاستقرار ؟
ثانيا : ماذا اعددنا لتأهيل الانسان الاردني للعمل ضمن سياحة المؤتمرات ، وهل متطلبات التدريب والتأهيل كافية .. وباعتقادي ان صناعة السياحة تبدأ بالانسان اولا ؟
ثالثا : فهمنا من الخبر ان الهدف من الترويج هو ان يكون الاردن الاول في المنطقة في اقامة المؤتمرات ! فهل اعددنا برنامج تسويق وترويج متكامل ومستدام باتجاه الهدف ؟ وهل وزعنا هذا البرنامج على قنصلياتنا وسفاراتنا في الخارج ، خاصة في الدول التي تشارك في المؤتمرات بمواضيعها المتعددة ؟ وهل نستفيد من تجربة الترويج للمؤتمرات في دول تألقت في هذا المجال في المنطقة وفي مقدمتها دبي !؟
ان دور السياحة في الناتج القومي الاجمالي معروفا لدى الجميع .. والمطلوب من الجهات المختصة اجراء عملية مسح شاملة لكل المرافق الداخلة ضمن منظومة العمل السياحي ، ومعالجة الاختلالات بواقعية بعيدا عن التنميق ، والتركيز على اهمية اظهار الصورة الاعلامية من الواقع السائح في مواقعنا الاثرية والدينية ومرافق الخدمات السياحية التي عادة تدخل ضمن منظومة البرنامج التثقيفي والترفيهي للمؤتمرين ، ووضع نموذج استجواب بين ايدي السائحين للاجابة عليه عبر اسئلة واجابات على شكل بدائل ، وان تستخدم نتائج المسح في معالجة نقاط الضعف ، وتصحيح الاعوجاج بما ينعكس ايجابيا على الجانبين الاقتصادي والترويج التنافسي مع دول الاقليم !
والخلاصة .. اذا انطلقنا من نجاح مؤتمرات دافوس الاقتصادية التي اقيمت على الارض الاردنية ، فان التواصل يتطلب التركيز على نقاط الضعف قبل القوة في نجاح مؤتمراتنا ، وذلك للتعرّف على افضل السبل لتحويل العقبات الى نوافذ استثمارية ، واعتقد ان المطلب الاكثر اهمية هو صناعة الانسان القادر على خدمة سياحة المؤتمرات ، وهو يشكل الجانب الحيوي في تسويقها والترويج لها !