لم افاجأ بصراحة وشفافية رئيس الحكومة الدكتور عبد الله النسور بخصوص شائعات كنز هرقلة حين اعترف في المؤتمر الصحفي ان الحكومة أخطأت حين تأخرت بكشف سر الحفريات فمثل هذه الصراحة والشفافية لا يقدم عليها الا من اتصف بصفات رجل الدولة والذين يتميزون ايضا بالحكمة وبعد النظر والجراءة في اتخاذ القرار بما ينعكس ايجابا على الوطن حاضرا ومستقبلا .
كذلك لم افاجأ بجراءة رئيس الاركان الفريق أول الركن مشعل الزبن فهكذا هم جنود الوطن فالأمن والإستقرار هاجسهم الأول حيث جاء بيان القوات المسلحة الاردنية والذي تلاه خلال المؤتمر ليحسم أمر تلك الشائعات بقول حقيقة ما جرى رغم ان ذلك يعتبر من الاسرار العسكرية وهي سابقة لم تشهدها اية دولة في العالم لكنها الرؤية الوطنية لقواتنا المسلحة التي تطلبت مثل هذه الصراحة .
مشكلتنا في الاردن سرعة طيران الاشاعة وسرعة تضخمها ككرة الثلج والتي تكون بالاساس إما من قبل جاهل اطلقها أو من قبل جهات في الداخل أو الخارج لا تريد خيرا لهذا الوطن والتي يضيرها ويقلقها ما ينعم به من أمن واستقرار ولنا العبرة فيما أكلته نيران الاشاعات في غالبية الدول العربية والانسياق وراء ادعياء الوطنية ومن زرعتهم جهات اجنبية لا تريد خيرا للامة العربية ومن هنا فإن الصراحة راحة مهما كان الأمر عظيما .
ليس صعبا على العقلاء معرفة الحقائق وكشف الاشاعة اذا ما تمكن من الغوص بين السطور والتعامل مع المعلومة بمنطق وموضوعية كما هي حالة حفريات عجلون اذ سرعان ما انتشرت اشاعة الكنز المزعوم بالوصف وتحديد اعداد صناديق الذهب واعداد التماثيل وما زال العمل جار في المنطقة التي تم اغلاق جميع المنافذ المؤدية اليها وأكثر من ذلك انه تم نقلها بواسطة طائرات سي ون 3 كما ذكر رئيس الحكومة خلال المؤتمر والتي بحسب ما قالت الاشاعة يحتاج نقلها لنحو 150 طائرة فكيف يمكن ذلك خلال ليلة وضحاها ؟
وعودة على بدء فان من يعود لتصريحات وزيرا الدولة لشؤون الاعلام والداخلية سيكتشف بسهولة انها لم تبتعد عن الحقائق التي كشفها رئيس هيئة الاركان لكنها كانت مقتضبة على افتراض ان الأمر لن يأخذ الابعاد التي وصل اليها لكن وحين تأكد لأركان الدولة الاردنية مخاطر السكوت على الحقيقة على أمن الوطن جاء عقد المؤتمر الصحفي وتم كشف كامل الحقيقة .
في بداية ما سمي بالربيع العربي الذي أكل الأخضر واليابس في عدد من الدول العربية سألت احد كبار السن عن رأيه بما يجري فقال ( بدك نسوانا يبيعن دخان في دولة .... )
جنبنا الله شرور ضعاف النفوس وتجار المراحل وأصحاب تعدد الوجوه ومن الفاسدين وعبث العابثين والحاقدين وأصحاب القلوب السوداء وكل من يتعامل مع وطنه لكسب منفعة أو تحقيق غاية على حساب المصالح العليا للوطن وحمى الله الاردن وقيادته الهاشمية وشعبه الواعي من كل شر ومكروه انه سميع مجيب الدعاء .