شـكـراً هـيـلاري كـلنـتـون .. !!
نوال عباسي
01-10-2014 03:43 AM
بعد استعمار تركي لوطننا العربي دام أربعة قرون ونيف تقريباً.. رزح تحت نير إستعمار ثان اُوروبي، انتزعت خلاله بريطانيا فلسطين من قلب الوطن وأهدتها للصهاينة على طبق من جماجم الفلسطينيين والعرب.. وقسمت الوطن العربي إلى أقطار لا تخدم إلا مصالحها، وبعد ذلك عشنا ما سمي بالاستقلال الوهمي.. فالاستعماريون ينهبون ثرواتنا ومردودها. والوطن العربي يرزح لمرة ثالثة تحت نير الاستعمار الأمريكي المتصهين.. وكلما حاول عربي النهوض بوطنه وشعبه.. لفقت له أمريكا مع زمرها كذبة ما، واشتغلت عليها لتدميره.. وتدمير شعبه.. وإعادته إلى الخلف مئة وثمانين درجة.
الأطماع الأمريكية في استعمار الكرة الأرضية وما عليها واضحة كالشمس.. الحادي عشر من أيلول كان صناعة صهيوأمريكية بامتياز، هذا ما اُثبته الخبير الفرنسي تيري ميسان في كتابه الخدعة الرهيبة، ولقد أصبح أيلول الشماعة التي تعلق عليها أمريكا كل صناعتها لحروبها..! مصلحة أمريكا بأن احتلال أفغانستان.. لاخراج الروس منه .. وخدعت اُسامة إبن لادن وأوهمته بأنها ستساعده في محاربة الذين لا دين لهم، أي الشيوعيون .. ثم صنعت له القاعدة ..! وحاربت معه وساعدته على طرد الروس من أفغانستان، وجلست مكانهم، لكن إبن لادن أراد استقلال أفغانستان وطرد الأمريكان منها.. فغضبت امريكا عليه، وصنعت كذبة الحادي عشر من أيلول.. وجيشت جيشها وجيوش حلفائها تحت ذريعة الحادي عشر من أيلول وغزت أفغانستان.. وقتلت واعتقلت مئات الآلاف من الأفغان.. وغيرهم ممن انضموا للقاعدة وما زالت الحرب مستمرة لغاية الآن.. ولم تحصد أمريكا من حربها هناك إلا خيبتها وتصدير الإرهاب إلى العالم . وبعد غزو أفغانستان.. جاء دور غزو العراق، فصنعت له أمريكا كذبة امتلاكه لأسلحة دمار شامل، واشتراكه في عملية الحادي عشر من أيلول.. وغزته لأن صدام حسين رفض الإعتراف بكيان الغاصبين.. ونهض بالعراق وبالعراقيين.. وكان داعماً للفلسطينيين..
وبالكذب المكشوف.. وبالوقاحة غير المتناهية.. وبالخروج عن القوانين الدولية والشرائع السماوية.. وبالسقوط الأخلاقي.. وبمساندة من توني بلير وغيره من الذئاب المسعورة جيشت أمريكا جيشها مع جيوش حلفائها وعملائها.. ودون شرعية غزت العراق.. ودمرته وقتلت واعتقلت ويتمت وهجرت الملايين من العراقيين.. وأغرقته باليورانيوم المنضب.. والأهم من ذلك أنها زرعت الفتن الطائفية والعنصرية والعرقية بين أبناء الشعب الواحد.. وأدخلت اليه الصفويين والمرتزقة والفاسدين والعملاء.. وأقصت البعثيين والقوميين والإسلاميين والعشائر عن الحكم وفتحت الأبواب لحزب الدعوة والصفويين ليحكموه.
وبما أن أمريكا لم تنه خططها أو مهمتها..و لم تحقق هدفها كاملاً من غزوه، تركته بالوكالة لعملائها كي يعبثوا به وبشعبه.. ولكن المقاومة وقفت كالسد لإفشال أمركة وتشييع العراق.. ما جعل أمريكا ووكلاءها يعيدون حساباتهم لأن الثورة اقتربت من المنطقة الخضراء.. وأصبحت تشكل خطراً عليهم وعلى وكلائهم على أرض الرافدين.. وبحجة ضرب داعش ستقضي أمريكا وحزب الدعوة الحاكم على الثورة الشعبية العراقية التي أصبحت كالشوكة في حلوق الصفويين وستضرب كل العصافير بحجر.
ثمة إرهاب في أماكن عدة من وطننا العربي صنعته أمريكا من أجل مصالحها ومصالح صهيونيتها.. وثمة تسريبات بأن أمريكا صنعت داعش من أجل خراب سوريا.. وثمة تسريبات عن إعادة تقسيم لمنطقتنا العربية .. وثمة تسريبات عن إقامة دولتين في شرقنا العربي دولة للإسلاميين ودولة لليهود.. وهناك تسريبات لتفريغ المنطقة من العلمانيين وتابعي بقية الأديان.. وهنالك تسريبات عن كارثة محققة ستغزو المنطقة..
وهنالك دعم أمريكي للإخوان المسلمين المتشددين و الأحزاب والجماعات المتخلفة تسعى أمريكا لوصولها إلى سدة الحكم.. وهنالك مخطط لتخريب مصر وجميع أقطارنا العربية.. وثمة كتاب مهم جداً..
صدر في أمريكا تحت عنوان ( خيارات صعبة) كتبته السياسية الأمريكية المخضرمة هيلاري كلنتون، اعترفت فيه بأن الإدارة الإمريكية صنعت داعش وأن أمريكا اتفقت مع الإخوان على إعلان دولة داعش لتفكيك الشرق الأوسط.! وأقول: قالت هيلاري أم لم تقل فلا دخان بدون نار ويبدو للمتابع للأخبار بأن داعش بعد أن خرجت عن أوامر ربيبتها، وهددت الكيان الكردي الذي يعد أكثر من قاعدة استعمارية صهيوأمريكية.. وقطعت رؤوس بريطانيين مما جعل أمريكا تغضب من ابنتها دعدوشه.. وتجيش إعلامها وطائراتها واستخباراتها وحلفائها لضربها.. ولم تتحرك أمريكا لضرب داعشها حين هدمت الجوامع والكنائس واحتلت المدن، وقطعت رؤوس المسيحيين وغيرهم من أبناء الطوائف في سوريا والعراق لأن ذلك كان هدفها.. ولسنا ندري ماذا ستصنع لنا أمريكا بعد صناعة داعش هل ستصنع لنا ساحق أم ماحق..