عندما يصاب المحللون بالحيرة!
د.فخري العكور
01-10-2014 03:35 AM
اختلط الحابل بالنابل , هذا ما يمكن قوله في الاونة الاخيرة على الاحداث السياسية في عالمنا المعاصر ...... فقد اختلطت الامور فعلا بطريقة جعلت الكتاب والمحللين السياسيين المخضرمين يحتارون في امرهم اشد الحيرة ...
ففي السنوات الخيرة تداخلت الاحداث في الشرق الاوسط وتشابكت الخيوط والايدي الصانعة للشرق الاوسط الجديد ...
وكيف لا يحتار المحللون وهم يرون بأم اعينهم تحطم الاسس المنطقية التي بنيت عليها المفاهيم السياسية وعملية ترابط الاحداث.
فكيف يمكن فهم القوة الضاربة لداعش والسرعة التي استطاعت فيها اكتساح واحتلال كل هذه المساحات الشاسعة من العراق والشام مما استدعى تشكيل تحالفات دولية كبيرة بزعامة الولايات المتحدة والتي لم تفلح لحد الان في ردع هذه المنظمة السوداء الغامضة الاصول التي لا يعرف احد من يقف خلفها من الدول , وما هي اسرار تمويلها وتنظيمها.
وكيف لا يحتار الكتاب وهم يشاهدون مجموعة من الحفاة والعراة يحتلون العاصمة العربية العريقة صنعاء!
كما يتسألون عن صمت الدول العربية المجاورة على هذه المهزلة بالرغم من ان احتلال اليمن من قبل الحوثيين يشكل خطراً قاتلا على الجزيرة العربية باكملها...
وبذلك تكون الكماشة الايرانية قد استكملت اذرعها من الشمال والشرق والجنوب مما يهدد بشكل مباشر كل دول الخليج والسعودية.
وفي خضم هذه الاحداث لا نستطيع ايضا فهم الغزل الامريكي الايراني حيث لا نرى اية مواقف جدية من طرف امريكا والغرب من قضية التسلح النووي الايراني , كما لا نرى ردعا لحلفاء ايران في المنطقة, فها هو نظام الاسد في سوريا والنظام المذهبي في العراق يسحقان الطائفة السنية في تلك الدول . اما بالنسبة لليمن فنحن لا نرى اية مواقف تذكر باتجاه العصابات الحوثية التي تمارس ابشع انواع القرصنة ....
ان الحدث الوحيد الذي استطعنا فهمه بشكل واضح هو انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة وتحطم اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر !
وكان هذا الحدث هو الوحيد الذي اثلج صدورنا وبعث الامل في قلوبنا اليائسة , فهل يتبعها يا ترى انجلاء للغموض والضباب في سوريا والعراق واليمن ؟ الله اعلم ...