ما ظل دول متقدمة او حتى متخلفة إلا ولديها رؤية وتخطيط مسبق لمواجهة الكوارث او الحروب او الاعمال الارهابية من منطلق حرصها على سلامة مواطنيها..
في تلك الدول حين "يفقع" عجل كوشوك بجانب "مول" ، أو حتى حين يفيض منهل "مجاري" ،.. تجدهم يعلنون فورا وبكل شفافية عن درجة الخطر، والمواطن هناك على علم مسبق بدرجات الخطورة، وماهو الاجراء الواجب اتخاذه فورا حسب كل درجة، فقد يبدأ بالتحذير والانتباه، وينتهي بالتزام الملاجئ، وهنا لا مجال أبدا للاشاعات في ظل وجود هذه الآلية.
أما "إحنا"، فقد ناقش مجلس الوزراء في اول اجتماع له بعد أن شاركنا بقصف مواقع ارهابية توصية لجنة الخدمات والبنى التحتية والشؤون الاجتماعية المتعلقة بالتقرير السنوي لديوان الخدمة المدنية لعام 2014.
لا أعلم إن كان الآن هو وقت ديوان الخدمة المدنية والبنى التحتية، أم وقت توعية الناس وحماية أرواحهم ومصالحهم "التحتية"، ولا أستطيع استيعاب ومناقشة مثل هذا التقرير في هذا الظرف الحساس، الا إذا كان التقرير نفسه هو خدعة من خدع "الحرب" !!
الحكومة الاردنية لديها أرقام دقيقة، كم يستهلك كل أردني من الخبز حتى وهو صائم، ولديها أرقام دقيقة عن استهلاك الاردنيين من "الغاز" حتى لو تحمم بماء بارد، ولديها أرقام دقيقة عن كمية استهلاك "الخرفان" من العلف المدعوم حتى لو كان نصف ما تأكله الخرفان أكياس نايلون !!
بينما لا يوجد لدى الحكومة الاردنية أية معلومات تفصيلية عن فصيلة دم أي مواطن، أو رقم هاتفه، أو حتى وين ساكن، لذلك نصف الأعزاء الذين فقدناهم كان بسبب انتظار فحص بيان فصيلة الدم، أو بسبب "دوران" سائق سيارة الاسعاف "السبع اللفات" حتى يجد المصاب !!
أنا لا أتكلم عن وجود خطر قادم، ولكن، أتكلم عن إجراءات بسيطة تتخذها أي حكومة حتى في الظروف الاعتيادية، من معرفة معلومات أولية عن المواطن حتى لو كان الخطر مجرد حادث سير !!
سررنا كثيرا حين تم تركيب صفارات الانذار مع أنها _ لناس وناس _ بس لو صفرت لاسمح الله وين نروح ؟!! على المطبخ، تحت خزانات الماء، داخل خزانة غرفة النوم ، على القهوة، ننخمد وننام، نلبس بيجامة "بيكمون" للتمويه ، "نشلح" خوفا من الاختناق، ندشدش، نعبط بعضنا بعضا ، أو نكحش بعضنا بعضا، للأسف الشديد لا يوجد مخلوق في الدولة الاردنية يستطيع الاجابة على هذا السؤال، وكأن صفارات الانذار وجدت "للتنفيع" وليس "للتصفير" ؟!!
أنا مثلا لو سمعت "صفيرها" بدي أطل من "الشباك" أشوف "شو في مافي" كعادة الاردنيين ؟!! وفي تلك اللحظة طرشني "آر بي جي" طائش بشو بنفعني بالله تصفيركوا في يوم لا ينفع فيه تصفير ولا تزمير !!
مخجل حقا أن الحكومة الاردنية لا تراني الا في حسابات الربح والخسارة، بينما في باقي الظروف كأني مواطن يتبع الموزمبيق وليس الدولة الاردنية!!
بالنسبة لعدم وجود حتى الان أية تحذيرات او اجراءات واجب علي اتخاذها، اذا جاءت "داعش" أشرب معهم "شاي" مكافأة شر مثلا !!
(العرب اليوم)