واشنطن ترفض تشبيه نتنياهو "حماس" و"ايران" ب"داعش"
30-09-2014 04:56 AM
عمون - رفضت واشنطن تشبيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لإيران وحركة "حماس" بتنظيم "داعش".
كما رفضت واشنطن هجوم نتنياهو على مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين تحويل الأضواء عن مقاتلي الدولة الإسلامية وإعادتها إلى إيران محذرا الأمم المتحدة من أن إيران مسلحة نوويا ستمثل خطرا أكبر كثيرا على العالم من "متشددين إسلاميين يركبون شاحنات صغيرة".
وهذا خامس يوم يضم خطبا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث هيمنت سيطرة الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من سوريا والعراق والمذابح المزعومة للمدنيين والجنود على المناقشات في منبر الأمم المتحدة وعلى هامش الاجتماعات.
ووصف نتنياهو إيران والدولة الإسلامية وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة بأنها جزء من فريق واحد. وشبهها جميعا بالنازيين الألمان الذين قتلوا كثيرا من اليهود في المحارق النازية سيئة السمعة.
وقال نتنياهو في كلمة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة "لا يجب أن يكون هناك أي لبس... فلا بد من الحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية.
"لكن الحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية وترك إيران على اعتاب ان تصبح قوة نووية يعني الانتصار في معركة وخسارة الحرب."
وحذر من أن "مواجهة متشددين إسلاميين يركبون شاحنات صغيرة مسلحين ببنادق كلاشنيكوف شيء ومواجهة متشددين إسلاميين مسلحين بأسلحة دمار شامل شيء آخر."
وترفض إيران مزاعم غربية بأنها تعمل على تطوير قدرات خاصة بإنتاج أسلحة ذرية وتريد رفع العقوبات في إطار أي اتفاق نووي.
وحينما وصف نتنياهو إيران والدولة الإسلامية وحماس بأنهم في الفريق نفسه بدا أن نتنياهو يدق على وتر الشكوك بين المشرعين الأمريكيين بشأن الحكمة من قرار الرئيس باراك أوباما التعامل مع طهران بعد انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني وهو براجماتي ومتحدث لبق بهدف حل الأزمة النووية بين إيران والغرب المستمرة منذ 12 عاما.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "أتعلمون؟ إن القول أن إيران لا تمارس الإرهاب هو مثل القول أن (لاعب البيسبول) ديريك جيتر لم يكن يلعب في مركز قطع الكرات القصيرة في فريق نيويورك يانكيز."
وسئلت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي عما إذا كانت واشنطن تتفق مع نتنياهو بأن إيران والدولة الإسلامية وحماس وحزب الله هي جميعا جزء من جهد إسلامي للسيطرة على العالم فقالت "لا نوافق على هذا الوصف.. لا."
ولا شك في أن هذه القضايا ستثار خلال اجتماع نتنياهو مع أوباما في واشنطن يوم الأربعاء.
وأضاف نتنياهو "لا بد من تفكيك القدرات العسكرية النووية لإيران بشكل تام." وأضاف أن الهدف من التحرك البراق لإيران من جانب "الرئيس اللبق في كلامه ووزير خارجيته" هو رفع العقوبات الدولية "وإزالة العقبات أمام طريق إيران لإنتاج القنبلة".
وتابع قوله "السؤال المطروح أمامنا هو ما إذا كان الإسلام المتشدد سيمتلك القدرة على الوصول لطموحاته الجامحة... هناك مكان واحد يمكن أن يحدث فيه هذا قريبا... الدولة الإسلامية الإيرانية."
وأشار نتنياهو مرتين إلى "الدولة الإسلامية الإيرانية" وهو ما يبدو لعب على الكلمات بشأن الاسم الرسمي لإيران وهو "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" و"الدولة الإسلامية" وهو الاسم الذي اختاره تنظيم الدولة الإسلامية لنفسه بعدما أعلن قيام الخلافة.
وسخر نتنياهو من كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي والذي اتهم فيه الغرب وحلفاءه بدعم الجماعة.
وقال نتنياهو "رئيس إيران روحاني وقف هنا الأسبوع الماضي وذرف دموع التماسيح على ما قال إنه عولمة للإرهاب. ربما ينبغي عليه أن يوفر علينا تلك الدموع الزائفة ويتحدث بدلا من ذلك إلى الحرس الثوري الإيراني."
وقال روحاني إنه يؤيد جهود محاربة الدولة الإسلامية وهو تنظيم سني يرى أن إيران الشيعية كافرة. ولكن الرئيس الإيراني تحدث عن وجوب التعامل معه إقليميا وليس من دول من خارج الشرق الأوسط.
وعقدت إيران وقوى دولية ست محادثات على مدى عشرة أيام على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ولكن لم يتم إحراز تقدم يذكر في التغلب على الخلافات العميقة في قضايا مثل حجم البرنامج النووي الإيراني في المستقبل وسرعة رفع العقوبات.
وتشمل المحادثات إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين. وتهدف إلى الوصول إلى اتفاق طويل المدى من شأنه أن يتضمن رفعا تدريجيا للعقوبات على طهران مقابل تحجيم برنامجها النووي.
وقال مسؤولون إيرانيون وغربيون إن من المتوقع أن يلتقي الجانبان من جديد في أوروبا خلال الأسبوعين المقبلين. وقال نائب وزير الخارجية الأمريكي بيل بيرنز للصحفيين في واشنطن تعليقا على تلك المحادثات "ليس سرا أن الفجوات التي تبقت في المفاوضات كبيرة للغاية حاليا."
وربما يكون الانتقاد الحاد الذي وجهه نتنياهو توطئة للنهج المتشدد الذي سينتهجه في واشنطن. وكان قد حذر أوباما من تقديم تنازلات في المحادثات النووية.
وفي موضوع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين عبر نتنياهو عن دعمه "للتسوية التاريخية" مع الفلسطينيين التي من شأنها إحلال السلام والاستقرار للشعب الإسرائيلي وللمنطقة. ولكنه لم يقدم تفاصيل بشأن ما تقتضيه مثل تلك التسوية.
وأنهى وقف لإطلاق النار توسطت فيه مصر في أواخر أغسطس آب حربا دامت خمسين يوما في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وبدأت إسرائيل هجوما في الثامن من يوليو تموز بهدف وقف إطلاق حماس وغيرها من الجماعات لصواريخ عبر الحدود.
وردد نتنياهو موقفه بأن "الدولة الإسلامية وحماس فرعان لنفس الشجرة السامة".
وأدت الحرب في غزة إلى تدمير بعض مناطق غزة واستشهاد أكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين بحسب وزارة الصحة في غزة. وقتل 67 جنديا إسرائيليا وستة من المدنيين في إسرائيل في الحرب.رويترز