التحالف بأهداف سياسية لا عسكرية فقط
د. عامر السبايلة
30-09-2014 04:23 AM
كثيرة هي القراءات التي يمكن تقديمها في هذه المرحلة حول التحول المباشر في موقف الولايات المتحدة، والانتقال لتوجيه ضربات عسكرية لتنظيم داعش في الداخل السوري، خصوصًا انها جاءت عبر تحالف (عربي امريكي) مجزوء عن التحالف الاكبر، الذي تم الحديث عنه في قمة حلف شمال الاطلسي الاخيرة في ويلز.
بالاضافة الى ان الولايات المتحدة تخطت عقبة اصدار قرار اممي عبر تشكيل تحالف دولي في مواجهة الارهاب، وتجاوزت رفض اطراف هذا التحالف توجيه ضربات في الداخل السوري عن طريق تشكيل حلف عربي صغير اطلقت عليه اسم الحلف السنّي.
قراءة خريطة المنطقة في هذه المرحلة تشير الى ان الهدف الرئيسي من الاعلان عن تشكل هذا التحالف واختراقه الاجواء السورية هو ليس هدفا عسكريا فقط، بل هدفا سياسيا بامتياز.
الاهداف السياسية الحقيقية لهذه الخطوة الامريكية قد لا تتجلى بوضوح في هذه المرحلة التي يتم فيها استهداف مواقع وتجمعات مقاتلي داعش.
التحدي الحقيقي الذي يفتح باب الاحتمالات على مصراعيه، يتمثل بالانتقال الى المرحلة الثانية التي قد تشهد استهدافا مباشرا للدولة السورية، قطاعاتها وقواعدها العسكرية او حتى مؤسساتها.
افراغ المناطق التي تسيطر عليها داعش اليوم من المتوقع ان يخلق فراغا لا بد من ملئه، ما يعني ان الصراع الخفي الحالي هو حول من سيفرض سيطرته على المواقع التي يتم اخلاؤها. الجيش السوري يعمل على تسريع السيطرة على معظم المناطق الاستراتيجية الخارجة على سيطرته، بينما ترى واشنطن ان فرصة خلق المناطق العازلة وتحضير قوات ما يسمى المعارضة المعتدلة هو الهدف الاهم، الذي يجب انجازه مع بدء اخلاء تنظيم داعش معاقله من جراء الضربات العسكرية المتتالية.
سيناريو المنطقة العازلة وسيطرة قوات المعارضة السورية عليها قد يكون الهدف السياسي القادم للولايات المتحدة الذي يثبت ان كل ما يدور الان من عمليات عسكرية مرتبطة تماما بتصور سياسي لفرض الحل في سورية.
اذا من الطبيعي التفكير ان الهدف الحقيقي لهذه الحرب هو هدف سياسي وليس هدف اجتثاث الارهاب. فتقطيع الرؤوس والممارسات المرعبة لهذه التنظيمات الارهابية هي ليست بالامر الجديد، الجديد هو القاء الضوء عليها بصورة يتم من خلالها الانتقال لمرحلة التحرك العسكري.
المرحلة الثانية من الحرب على الارهاب هي الاهم وهي التي قد تحمل في طياتها مفاجآت كثيرة.
الامور الان تسير باتجاه خلق مناطق عازلة على الارض السورية، ولكن في الطريق الى المنطقة العازلة هناك كثير من المطبات التي قد تفرض تحولا في شكل مسار الامور وتوسع دائرة مكافحة الارهاب.
دخول جبهة النصرة على خط المواجهة قد يساعد ايضا في توسعة رقعة المواجهة ويخلق ساحات وتحديات جديدة. الدول المشاركة في الحرب قد تكون على موعد مع تحديات جديدة، خصوصا اذا ما ضمنت المرحلة القادمة مشروعات مواجهة عسكرية على الارض.
العرب اليوم