ما الذي يجري على ساحتنا العربية,ولماذا لا نذكر تاريخنا ونعود لحضارتنا,فما هذه الفوضى الخلاقة التي دبت بنا والى أين ستقودنا.
هل نحن مقبلون على مزيد من التمزق والشرذمة, وهل نحن نرمي ذلك كله على المؤامرات التي تحاك ضدنا,ألسنا معنيين بذلك ولا نستطيع الدفاع عن مقدراتنا وأوطاننا ؟
حتى نبتعد عن الشرذمة والدمار فان تكاتف القوى لمشروع نهضوي عربي هو الأساس لرفعة شأن هذه الأمة , حيث هذا المشروع هو ملك للأمة العربية جمعاء في كافة أقطارها لتوحيد صفوفها ومواجهة الاستعمار السياسي والاقتصادي .
لقد بدأت ظاهرة الربيع العربي في بعض الأقطار, وأجهض جزء منها ولكنها البذرة والنواة لكل عمل حر يسعى لإصلاح هذا المجتمع ويطوره .
لا مستقبل لنا إلا بالعمل معا ووحدة الصف العربي هي المفتاح للتعامل مع كل التطورات التي تحصل .
إذا كانت الأنظمة العربية تحول دون وحدة الصف , فلا بد للشعوب ان تلتقي من خلال أحزاب ومؤسسات شعبية تعمل لصالح الأمة وتوحيدها , حتى تنتصر قوى التغيير الديمقراطي على أنظمة الاستبداد , وتنتصر قوى التقدم على أنظمة التخلف , وقوى التحرير على حكومات التبعية .
حينئذ ينشأ نظام عربي جديد يستجمع قوى الأمة في اطر تنظيمية تسمح لتلك القوى ببناء مستقبل العرب بالعمل معا .
حتى بلوغ تلك اللحظة هناك مجال لقوى المجتمع المدني في جميع الأقطار أن تنسق أعمالها على أساس وحدة الشعب ووحدة القضية ووحدة المصير .
الوحدة بمضامينها كافة حقيقة قائمة في تطلعات الشعب العربي ومؤسساته الوحدوية, ولتنفيذ ذلك يجب على الأمة نشر ثقافة الوحدة وعلى الممارسة الوحدوية وعلى مقاومة مشاريع التجزئة , والتزام المعادلة الذهبية القائمة على أطراف العمل الوحدوي .
فإذا كانت المؤامرات تحاك ضدنا لمنع توحدنا , فان الإنسان يسعى عادة إلى فهم الأحداث التي تقع تحت نظره , وكان اكتشاف السببية وارتباط النتائج بالأسباب هو احد أهم مظاهر العقل الإنساني .
فما نراه اليوم هو نتيجة لأسباب توفرت بالأمس , وإزاء تطور الحياة الحديثة وتعقدها , أصبحت الأمور غير واضحة وهي بحاجة إلى تفسير , وكلما كان هذا التفسير سهلا ومبسطا , كان ذلك أفضل.
الأحداث التي نراها اليوم هي نتيجة طبيعية لتفاعل وتلاقي وتضارب العديد من الأسباب والمصالح التي تتعارض في جوانب وتتلاقى في جوانب أخرى .
يجب ألا نسمح لتلك المؤامرات أن تنخر في عظامنا وتبعدنا عن الطريق القويم .
استطاع الغرب ان يفتت الاتحاد السوفيتي ويبعد قوته وأصبح العالم قوة ذات قطب واحد, هو المعسكر الرأسمالي.
لا خوف لديه إلا من الإسلام أن يعود بقوته وعظمته وتاريخه , وهم الذين يقرأون التاريخ ويعرفون أين وصلت جحافل المسلمين في الغرب والشرق لتأسيس دولة مترامية الأطراف, حيث كان يقول هارون الرشيد (أمطري يا سحابة حيث شئت فإن خراجك سيأتيني )
أما الدولة الأموية في الأندلس فقد عمرت ثمانية قرون , أقامت دولة ذات عز وحضارة مليئة بالعلم والفنون والموسيقى وأفاد الغرب منها كثيرا .
عندما تحرك جند العرب المسلمين لفتح بلاد الشام أوصاهم أبو بكر الصديق قائلا:
يا أيها الناس , قفوا أوصيكم بعشر, فاحفظوها عني :
لا تخونوا ولا تغلوا , ولا تغدروا , ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة, ولا تعقروا نخلا ولاتحرقوه ,ولا تقطعوا شجرة مثمرة , ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكله , وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له .
هذه هي تعاليم الدين الحنيف الذي يدعو للسلام والمحبة والعدالة ويحرم القتل والتطرف والإرهاب .
الغرب يخشى من عودة الإسلام الصحيح فقد انشأوا الإرهاب والتطرف ودعموا فئات وأسموهم بإسم الإسلام ( حتى ينشئوا دولة باسم الاسلام ويطلبوا من الجميع محاربتها ويتناسوا محاربة اسرائيل وما تقوم به في غزه.
لقد اعلن اوباما ان هذه الحرب طويلة وكذلك اعلنت فرنسا, ويكبرون الدعايات عندما اعلنوا ان الجيش العراقي رابع جيش بالعالم وانه يمتلك اسلحة دمار شاملة , فهل يعتقدون ان الكل ساذجون ولا يعرفون مخططاتهم), حتى يلصق التطرف بالإسلام في المجتمعات الغربية التي لا تعرف شيئا سوى ما يسمعونه ويطلعون عليه من وسائل إعلامهم التي يسيطر عليها اللوبيات الصهيونية , حتى يمحو اسم الإسلام ويلصق به كافة التهم , ليحققوا غايتهم من تقسيم ودمار لنا , ويسيطرون على مقدراتنا وثرواتنا ويبقوننا بتقسيم وشتات .
وحدتنا وانتباهنا وعملنا لخير الجميع هي الأساس الذي يوصلنا لمبتغانا
قال المتنبي :
ما أقدر الله أن يخزي خليقته ولا يصدق قوما في الذي زعموا
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم