إلى من يهمه الأمر في الأردن؟!
ماهر ابو طير
29-09-2014 02:53 AM
وفقا للمعلومات المتسربة فإن مستشفى المقاصد في مدينة القدس، وهو من أشهر مستشفيات المدينة على وشك الإغلاق، جرَّاء تراكم الديون عليه، وهو المستشفى الذي يخدم عشرات الآلاف سنويا.
تسأل نفسك أولا عن رجال الأعمال الفلسطينيين الأثرياء جدا في هذا العالم، وفيهم العشرات ممن تعد ثرواتهم بالمليارات، فأين هم عن إغاثة القدس، وهل يحق لبعضهم في ظل الغياب، ان يسأل عن غياب البقية من عرب، وحكومات، حتى لا ننسى تراتبية المسؤوليات هنا؟!.
ثم تسأل جيرة القدس من أردنيين وعرب ومسلمين، ولا تنسَ هنا الحكومات والمؤسسات التي اشبعتنا مرجلة عند الحديث عن القدس، لكنهم لا يدفعون قرشا لمستشفى حتى يستمر؟!.
ديون المستشفى تصل الى عشرين مليون دولار، وجزء من المبلغ فواتير على السلطة الوطنية الفلسطينية مقابل علاج آلاف الحالات، من الضفة وغزة والقدس.
وهناك فواتير لمستودعات الادوية، ومع هذا رواتب غير مدفوعة، وأيا كانت الملاحظات التي يوردها البعض حول إدارة المستشفى ماليا، فهذا لا يلغي الحقيقة، أي انهيار المستشفى.
كل الكلام عن القدس، مجرد كلام في الهواء، فأهل القدس، تتم مطالبة أبنائهم في جامعات الأردن والجامعات العربية بالرسوم، أضعاف الطالب المحلي في هذه الجامعات.
بيوت المقدسيين يتم هدمها جرَّاء الغرامات، والبطالة متفشية، والضرائب تصادر المتاجر، فأي صمود هذا الذي نفترضه من المقدسيين، ولماذا يخون المال العربي أهم قضاياه؟!.
مستشفى المقاصد بحاجة الى مبادرة وتدخل بشكل سريع، فهو ايضا من المؤسسات العربية في المدينة، وهي مؤسسات من الواجب إدامتها وحمايتها، في ظل شطب عروبة المدينة يوما بعد يوم.
إنقاذ المستشفى لن يثير غضب إسرائيل حتى لا يهلع بعض العرب ممن لا يحتملون غضب إسرائيل، وهذا كلام يقال بصراحة، لأن هذه الحالة تقول ان البعض خائف من غضبها، أو أن البعض متواطئ في سياق شطب المؤسسات العربية في المدينة المحتلة.
علينا أن ننقذ عشرات آلاف المرضى، في القدس والضفة وغزة، وهذا لا يكون بالشعر والنثر، بل عبر انقاذ هذه المستشفى التاريخي من مآلاته السيئة.
لعل في هذه رجال هذه الأمَّة، بقايا من نور في قلوبهم!.
(الدستور)