هرمنا من أجل هذا «العلاج» ؟ !!
صالح عبدالكريم عربيات
29-09-2014 02:49 AM
بدا "الاسد" منهكا يحاول جاهدا استجماع قواه لمواجهة تحديات "الغابة" المتزايدة، فالصحة عادت لا تسمح، والظروف لا تسمح، وأعباء الغابة المتزايدة لا تسمح..
لذلك أسند مهمة ادارة مكتبه اخيرا الى "الثعلب"، بدأ الثعلب يتحرك كيفما يشاء مستغلا الوضع الصحي للأسد، وكانت اولى مهامه أن "أسفن" جميع من سبقوه في المنصب، ولم يسلم من "أسافينه" أحد، حتى أن الاسد بدا مقتنعا أن "الثعلب" هو أبو "الكل" لما يتمتع به من دهاء وحلاوة لسان لم يشهدها الاسد فيمن تولوا مناصب الغابة من قبل..
في تلك الاثناء بدأ كبار حيوانات الغابة يشعرون بالضجر والغيظ من تصرفات "الثعلب" لأنه جعلهم نسيا منسيا، لا بل كان سببا رئيسيا في أن عرى تخبطهم وجهلهم وعدم قدرتهم على تسيير أمور الاسد..
حاول بعض منهم أن يشكو تصرفات الثعلب الى الاسد شخصيا، الا أنه في كل مرة كان يصم أذنيه رافضا الاستماع إليهم في هذا الموضوع تحديدا..
مضت الايام والاسد بدا سعيدا من ادارة "الثعلب" غير آبه باحتقانات سكان الغابة من تصرفات الثعلب، ومع مرور الايام استنزف "الثعلب" كل قدراته من أجل إرضاء الاسد، ولم يعد قادرا على أن يأتي بالجديد، وبدأت الفضائح الواحدة تلو الاخرى تهدد عرش "الاسد" ، بدأت علامات التعب والارهاق تظهر على الاسد نتيجة عدم قدرة "الثعلب" على تسيير الامور كما كان من قبل، فأصيب الاسد بوعكة صحية نتيجة ضغط العمل وظروف الغابة المأسوية، وحين علم سكان الغابة بمرض الاسد هبت جميع الوفود الى زيارته والاطمئنان عليه باستثناء "الذئب" ، وهنا استغل الثعلب قدراته الدهائية مرة أخرى، وبدأ يطعن بالذئب قائلا للأسد: شايف يا سيدي الكل زارك إلا الذئب، فهو لا يريد زيارتك لانه "مصلحجي"، ولديه قناعة أنك في أيامك الاخيرة، لذلك لا مصلحة له من زيارتك، استشاط الاسد غضبا من "الذئب"، متوعدا بان "يرفش" في بطنه بعد أن يشفى من مرضه .
في مكتب "الاسد" هناك صديق للذئب، فاتصل به وأسر له بإسفين "الثعلب" ، فقام "الذئب" في اليوم التالي بزيارة الاسد ، وحين شاهده الاسد قال له: "بدري" ، فقال له الذئب: بدري من عمرك، فقال له الاسد: شو يا "ذئب" شكلنا بطّلنا ننفع، فقال له الذئب: العفو يا سيدي، أنت والد الجميع وكبير الغابة، فقال له الاسد: ها لويش غير هسة شرفت، فقال له الذئب: من محبتي لك يا سيدي، ومن محبتي لأهل غابتي ، ومن محبتي للمجتمع الدولي، ومن محبتي للإنسانية، لم أرغب في زيارتك إلا بعد أن طفت العالم لأجد لك دواء لعلتك ولعلة العالم أجمع !!
فقال له الاسد، وقد تعرضت نواجذه فرحا وسعادة: وهل وجدت الدواء !!
فرد الذئب: بالطبع يا سيدي إنه "لسان الثعلب" !!
(العرب اليوم)