امر بحالة من الحزن بين الفينة والأخرى عندما أرى هذا الوطن المكلوم والمنكوب بتصرفات وسلوكابنائه العاقين له والذين يأكلون خيراته وولائهم لأوطان أخرى، فوطننا الأردني يشبه الى حد بعيد بعض الوالدين اللذين يعقونهم أبنائهم، وهل يعق الابن الصالح والدية؟ فالعقوق مرض كان ارسطو يقول: -أن الغرض من التربية ينبغي أن يتجه إلى إعداد المواطن الصالح،والمواطن الصالح هو ذلك الشخص الذي اتزنت قدراته،وألم بفضائل الأخلاق وأصبح معتدلاوشجاعا وعادلا. ان خائنو الأوطان الذين يعرضون بلدانهم للبيع للأعداء لأتفه المصالح الشخصية أو أنهم يفسدون في الأرض ولا يراعون في الوطن والمواطن إلاً ولا ذمة. هذاالنوع من الناس غالباً مايعاني من سوء في التربية من الصغر والكثير منهم إنْ لم يكن جميعهم قد تنكروا لآبائهم وأمهاتهم ويتلذذون بعقوقهم.
منذ سنوات ونحن نعيش كأردنيين في مزاد علني فريد من نوعهالكل يشارك فيه،ومن لم يشارك يحاول قدر استطاعتهالمشاركةفيه فالكل(يزايد) فيه من الفقيرالى الغني ومن الفقيه الىالسفيه، و (ينظـّر) وماأكثرالمنظرين،ويدّعيبانة يمتلككافةالحلول السحرية،الكل يريد أن يـُحسّن صورته ويـُلمعها... وليتشوّه الوطنالكل يريدأنيكسبوليكنالوطن أول الخاسرين حتى الذين يدمرونه ، ويحــولون شوارعه من حقـول ورود الى حقـول شوك وألغـام، ومن اصوات البلابل الى اصوات قنابل ... حتــى هؤلاء العاقونيدّعــون أنهم يفعـلون هذا لانهــــم يحبونـهتنظر الى صورة وطننا الأردني تجد الكل فيها، وقد حضروا بكامل اناقتهمالمزيفة، وبكامل ابتساماتهم الصفراء والدبلوماسيةونفاقهم،الكل حضر في الصورةولم يغب إلا هذا الوطنالمكلوم.
أخي القارئ لا يمكن بناء أردن متحضر إلاّ على يد المخلصين من ابناءه الذين يؤمنون بضرورة تقديم كلّ ما بوسعهم بصدق ووفاء وامانة واخلاص، وبأقصى جهدهم، وبأعظم طاقتهم، كلّ حسب اختصاصه، وكلّ من موقعه، باذلين جهودهم البناءة لتحقيق العدل والمساواة وتوفير كافة الخدمات للمواطن واسعاده ولآجل بناء وطن حر كريم معافى.
تأكدوا أن الفاسدين والخونة من أبناء وطننا الأردنيهم أيضاً فاسدون في علاقاتهم مع آبائهم وأمهاتهم وعاقون لهم؛ فهم ملعونون هنا وهناك ولهذا لا نستغرب خيانتهم لامتهم ووطنهم،والبار والمحب لوالدية من منطلق امتثال أمر الله بار بوطنه أيضاً. اللهم اجعلنا من البارين بالوالدين وبالوطن اللهم آمين.