عندما وصل قبل اربعين يوم مضت الدفعة الاولى من اخوتنا القادمون من مدينة الموصل العراقية المنكوبة بسبب سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عليها ولاجل ان اخوتنا رفضوا المساومة على انتمائهم الديني جرى ما جرى.
عندما تشرد هؤلاء في الحدائق العامة في شوارع اربيل هربا من تخلف المرتزقة القادمة من حدود الجحيم ابت نخوة الاردنيون ان تصمت ففتحت المكرمة الملكية ابوابها امام العائلات المسيحية رفضا للتشريد والضياع ووصلوا الى مركز مارالياس الذي انشيء اصلا كمركز رعوي متخصص في الاهتمام بحاجات الشباب ابان عهد سيادة المطران السابق جورج المر وبخدمة الاباء بولس حداد وبسام شحاتيت
وبترحيب من سيادة المطران ياسر العياش جزيل الوقار مطران بترا وفيلادلفيا الحالي وبدعم ورعاية جمعية الكاريتاس الاردنية والبعثة البابوية والحركات الرسولية الكاثوليكية واهل الخير من الكنيسة الارثوذكسية و الانجيلية واصحاب النوايا الطيبة من ابناء شعبنا الاردني الطيب اسلام ومسيحيين بدأ الضيوف الكرام المقيمون رحلتهم مع واقع جديد لم يختبروه من قبل هم الذين كانوا ينعمون بحياة رغيدة منعمة في كنف اهلهم وذويهم الذين تشردوا الان هنا وهناك في بلاد الانتشار.
وكانت الهمة والفزعة الاردنية مدوية في سماء الوطن تستقطب كل الاشراف الذين زرعت كلمة الرب في نفوسهم اشرف وارقى مباديء الحب الاصيل اصحاب الضمائر الحية.
ومازالت الصرخة في هذا الاثير تردد كلام السيد المسيح عندما قال: تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم
35 لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني
36 عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي
37 فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعا فأطعمناك، أو عطشانا فسقيناك
38 ومتى رأيناك غريبا فآويناك، أو عريانا فكسوناك
39 ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك
40 فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر ، فبي فعلتم
41 ثم يقول أيضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته
42 لأني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني
43 كنت غريبا فلم تأووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني
44 حينئذ يجيبونه هم أيضا قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعا أو عطشانا أو غريبا أو عريانا أو مريضا أو محبوسا ولم نخدمك
45 فيجيبهم قائلا: الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر، فبي لم تفعلوا
46 فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية
ونحن معكم وبكم وبصوت واحد نصرخ ونقول كفى لن نصمت ونبقى في بيوتنا صم بكم متمسمرين امام شاشات التلفزة لنخرج الى ساحات الكنائس التي تعج باخوة لنا تقطعت بهم سبل العيش الرغيد لتتشابك ايدينا بأيديهم لنعمل سويا يد بيد لنقش ذكرى تعاضد المحبة للابد.