كثيرة هي الجامعات ، قليلة هي الإنجازات وبين الأقوال والأفعال تضيع جملة من الأعمال ؛ ومع مرور الوقت يندرج البعض منها تحت بند الأوهام ، وفي غمرة واقعنا السياسي والاقتصادي والإجتماعي كانت الجامعات وما تزال ميداناً للعمل والنقاش البناء المتزن الهادف للإرتقاء بالمستوى الفكري لصناعة المستقبل الأمثل للدولة.

لقد شهد العام 1962 وتحديدا في الثاني من أيلول ولادة مولود جديد اطلق عليه اسم الجامعة الأردنية، وقد حظي هذا المولود برعاية ملكية خاصة من الملك المرحوم الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، وكان في استقباله آنذاك كل من وصفي التل وسمير الرفاعي رحمهم الله ، أما الشهادة الجامعية الأولى فقد كانت للحسين رحمه الله حيث منح شهادة الدكتوراه الفخرية.

من كلية واحدة هي الآداب إلى ثمان عشر كلية هي العلوم، الزراعة، الهندسة والتكنولوجيا، تكنولوجيا المعلومات، الآداب، الأعمال، الشريعة، العلوم التربوية، الحقوق، التربية الرياضية، الفنون والتصميم، الدراسات الدولية، اللغات الأجنبية، الطب، التمريض، الصيدلة، طب الأسنان، وعلوم التأهيل إنتقالاً إلى المعاهد والمراكز التي بلغ عددها 19 مركزاً وصولاً إلى برامج الكليات لمرحلة البكالوريوس والتي بلغت 78 برنامجاً، بينما يبلغ عدد برامج الكليات لمرحلة الدراسات العليا 109 لدرجة الماجستير، و33 لدرجة الدكتوراه وختاماً لى فرع الجامعة الأردنية في العقبة الذي يضم خمس كليات هي نظم وتكنولوجيا المعلومات، العلوم البحرية، اللغات، الإدارة والتمويل، السياحة والفندقة.

بعيداً عن لغة الأرقام والإحصائيات المحلية إنتقالاً إلى لغة الحقائق العلمية فقد حققت الجامعة الأردنية عبر سنواتها الطويلة العلامة الفارقة بين الجامعات وما تسميتها بأم الجامعات إلا إيماناً بأنها القدوة والأساس في كل محفل علمي وأكاديمي وصولاً إلى العالمية فقد حققت الجامعة الأردنية تقدما نوعيا جديدا في تصنيفها العالمي الأخير بحسب تصنيف مؤسسة (QS) بتحقيقها تقدما على المقياس العام بما مجموعه (4) نقاط تقريبا، حيث يفصلها عن الجامعات المصنفة ضمن أول 500 جامعة في العالم قرابة ثمانية نقاط فقط. كما وحصلت الجامعة مؤخراً على أرفع شهادة خلال مسيرتها الممتدة لما يزيد عن خمسين عاما في مجال جودة التعليم العالي ومتطلباته بعد تحقيقها مراكز متقدمة على تصنيف (QS Stars) بحصولها على أعلى مرتبة في معايير قدرة الخريجين على التوظف، والتسهيلات التي توفرها الجامعة لطلبتها، وسهولة الوصول من حيث المنح المقدمة والخدمات لذوي الاعاقات، لتحل في مجمل التصنيف في أعلى مرتبة الثلاث نجوم عن مجمل المعايير الاساسية والاختيارية للتصنيف.

مؤخراً صنفت الجامعة الأردنية بالمرتبة العاشرة عربيا من بين قرابة الألف جامعة عربية لتحل ضمن أفضل (1%) من الجامعات العربية كما وحلت في المرتبة (52) بين (1200) جامعة ضمن التصنيف الموجود لدول الشرق الأوسط لتكون من ضمن أفضل (4.3%) وبالترتيب (380) من بين ما مجموعه (7400) جامعة لتكون من ضمن أفضل (5%) بين جامعات آسيا . على الصعيد العالمي جاءت الجامعة الأردنية بالمركز (1348) بين جامعات العالم وهي بذلك من ضمن أفضل (7%) بين جامعات العالم والتي تتجاوز 20000 ألف جامعة ضمن هذا المقياس.

ختاماً فإن إدراك العديد من الرجال لأهمية الوطن والمواطن قولاً وفعلاً في كافة الميادين السبب في تميز الجامعة الأردنية فغدت منبراً أردنياً وصرحاً علمياً عالمياً يشار إليه بالبنان فكان لرئيسها المميز ومجلس عمدائها الفعال وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية واجب الشكر والإمتنان من جميع أبناء الوطن فالعمل جامعي والإنجاز أردني وبين الجامعي والأردني تبسم الوطن والمواطن لجامعة أردنية أصولها أردنية سمعتها عالمية ، أهدافها وطنية وبرؤية دولية.