ندعو الذين يذهبون بعيداً في موضوع «الغاز الاسرائيلي», الى فتح كومبيوتراتهم على NOBEL ENERGY, ليجدوا ان المنقب, والحفار ومنتج وموزع الغاز في شرق البحر المتوسط هو شركة اميركية وليست اسرائيلية.
وأن هدفها ليس اسواق المنطقة المحدودة, وهي تستثمر في مئات المليارات, وانما اسواق اوروبا ليكون بديل الغاز الروسي اذا تضخّمت ازمة اوكرانيا الى مستوى حرب باردة جديدة بين روسيا والغرب!!
اسرائيل تشتري ونحن نشتري وسنجد لبنان وسوريا وتركيا وقبرص تشتري. وقد كان ياسر عرفات اذكى المشاطئين لشرق المتوسط, فأتفق مع شركة B.C العملاقة وتم اكتشاف الغاز في بحر غزة.. وفشلت حكومة السلطة الوطنية وحكومة غزة في الوصول اليه!!
غاز الشركة الاميركية سيصل مشروع البوتاس في الربع الاول من عام 2016 ويتم استلامه من نقطة معينة على الحدود الاردنية ولا علاقة له باسرائيل. وكلفته بالوحدة الانجليزية 6,5 MMPTU دولار, في حين أن كلفة الغاز المسيّل القطري ستكون 19 دولاراً.
بهذا الغاز الذي ستشارك الولايات المتحدة بايصاله للاردن سيوفر 15 دولاراً بطن الفوسفات. وطالما اننا ننتج حتى الان 2ر2 مليون طن فإن الوفر في الكلفة سيصل الى اكثر من 33 مليون دولار, وهكذا فإننا سنزاحم المنتج الاسرائيلي.
كنت اتمنى أن يكون حديث معالي جمال الصرايرة على التلفزيون لنفهم القصة قبل أن يسبقنا المناكفون طوعاً وهواية.
لكن ارقام خدمة شركة البوتاس للمجتمع المحلي تساوي 15% من ارباح الشركة:
- فهي تقدم للجامعات حوالي المليون سنويا.
- وتقدم للمدارس 25ر1 مليون، ولمتحف الاطفال 30 الفاً.
- وللجمعيات الخيرية مليوناً +، وطرود الخير نصف مليون، ورعاية الايتام 175 الفاً.
- وتقدم للبلديات نصف مليون، وللمؤسسات الرسمية 325 الفاً، وللقاعات المجتمعية 400 الف.
- وتقدم للمياه والبيئة مليونا ونصفا، وللرعاية الصحية 750 الفاً.
- وللكنائس والجوامع 180 الفاً.
- وللنقابات المهنية والنشاطات الفكرية والثقافية حوالي 300 الف.
هذه الارقام لا تشمل طبعا الانفاق على سد وادي بن حماد 26 مليون دينار، ودراسة سد عسال حوالي نصف مليون.
ونقول للذين يجعلون من قصة غاز المتوسط الشرقي قصة خيانة وطنية: أفهمونا هل ان شراء الكهرباء من اسرائيل نضال؟ وهل شراء الفيول لمولدات غزة انتصار للكرامة الوطنية؟
.. لا مزايدة على الاردن، فقد تكلفنا من شراء الغاز المصري اربعة مليارات دينار خسائر، ونحن نعرف ان الذين نسفوا انابيب الغاز، وخربوا انتاج حقول النفط والغاز المصري هم انفسهم الذين يعقدون الان الندوات لتخوين البلد.
(الرأي)