facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أعلن ما تُريده .. *ناهض الوشاح

27-09-2014 03:34 AM

قد لا تُغريك التفاصيل بقدر ما تلتهمك أوجاع حاضر أنت فيه ذرة غبار هائمة تبحث عن السكون ولا تجده .
نُصرّ على التمادي في الانحناء ونظن بأن معجزة ما ستأتي من السماء لتقلب هذا الوضع من ضلال إلى هدى ومن انكسار إلى انتصار .

نتمطّى كقطط خائفة لم يدركها عمى ساراماغو في عالم من العميان شيء لا يحتمله العقل ... ونظن كل الظن أننا بخير وأن الأمور تسير على قدم ونصف ساق.

نتوارى في رتابة الوقت ونتثاءب في بداية كل صباح معلقين على ما فكرنا به قبل النوم ... ضرب من الخيال ولا أملك غير عمل أسد به رمق روحي ... دع الخلق للخالق .

النظارة السوداء ما عادت موجودة لأن العميان استبدلوها بالعصا البيضاء مثل المحاربين القدامى الذين استراحوا على بقايا قصص كانوا هم الأحرار دوما والنهاية أن الوطن هو من بقي في الأسر .

ونصف الكأس الممتلئ تبخر بفعل عوامل البيئة وارتفاع درجات الخوف والهلع وشمس النفوس الحارة . فلا انتزاع النظارة يُفيد ولا النظر إلى النصف الفارغ من الكأس يُجدي .

كأننا بعيدون عن العالم ... فمنذ طفولتنا يُردد الأهل والمدرسة والدولة أن الطاعة من صفة الإنسان الطيب ولم يعلمونا حتى بلغنا شيخوخة الدهشة أن التمرد والعصيان يجعل منك مثل النهر الجاري لا يتعفن إلا إذا توقف .
لا أبحث عن مدينة فاضلة ولا عن عدل عمر ابن عبد العزيز ولكن أتشبث بأقل الأمنيات ... بأبسط الأمور كي نكسر الوعي الجمعي بين أفراد المجتمع ... فلا يطغى القوي على الضعيف ولا الغني على الفقير ولا صاحب سُلطة على من وجد نفسه فاصلة وسط سطر لجملة لم تكتمل أو حرف جر يُجر عليه التعب والقرف وهامش لا يصلح إلا لمزيد من التغابي والزوال .

تجتمع كل التناقضات في آن واحد ... النعمة والنقمة ... النعيم والجحيم ولا أحد يُدرك الآخر ... شقاء مُخيف يترعرع في زمن الحق مع الأقوى ... والمتعة لمن يجلس على الكراسي الدوارة يجني ثمن صعوده من عرق عمال شُغلهم الشاغل ألا يجدوا أنفسهم في الشارع وأن يجدوا مأوى لا يصلح للحيوانات الأليفة في الغرب ولكنه يصلح لأبنائهم ... فهم في الشرق ومادمت في الشرق فأنت أعزل ... مُخترق ... مُسير ... وربما تتخطفك كائنات مسعورة مُستعدة لجز رؤوسنا لأسباب تافهة .

قد لا نكون اقترفنا من الأخطاء الكثير ... ولكننا خسرنا الكثير في خدعة: إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ... هو ذهب ... فالكادح الذي لا يحمل أوراق ضمان ولا تأمين ذهب إلى القبر لأنه التزم بحكمة الصمت .. والحدّاد احترق بحكمة الصمت والنجار انتثر رماده على الأرض ... كل حقوقهم ذهبت أدراج الرياح لأنهم عاشوا على ما وجدوا عليه آباءهم يصنعون . ولم يجدوا من يُنقذهم من هذا الجحيم ... لأن الموظف الجالس في مكتبه مشغول برسائله (الواتس أبية ) لم يرفع رأسه وظن الجميع أن هذا الوضع الطبيعي للحياة على هذه الأرض أن يظل رأسك محني .

ينبش كونديرا في كائن لا تحتمل خفته تفاصيل نراها ولا نستطيع البوح فيها لكي لا نُتهم بازدواجية الأفكار فما تعلمناه ننساه بمجرد سقوطنا المريع على أرض الواقع ...لكن كونديرا ينشر الحقيقة التي نراها في تجاعيد الوجوه العابرة في طأطأة ظلالهم ...حيث يقول (لا يمكن للإنسان أبداً أن يدرك ماذا عليه أن يفعل لأنه لا يملك إلا حياة واحدة،لا يسعه مقارنتها بحيوات سابقة ولا إصلاحها في حيوات لاحقة) .

نُرمم المتبقي فينا على قيد الصحو ... ونهرب من خيال قد يكون الصرخة الأولى لمولد كسّر خوفك ولا تنحني (واطلبوا حوائجكم بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير ) وبدلا من أن تتحول هذه الأرض إلى مقبرة أفيقوا يا بني البشر لتتحول إلى غابة نحفر على جذوع أشجارها أسماءنا .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :