أمير قطر : استبعدنا "الاخوان" لممارستهم السياسة (فيديو)
26-09-2014 04:25 AM
عمون - أقر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر بأن بلاده لا تزال تستضيف عددا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إلا أنه قال إن قواعد البلاد لا تسمح لهم بأي ممارسات سياسية ضد أي دولة عربية.
وأضاف الشيخ تميم، في مقابلة أجرتها معه شبكة «سي إن إن» الأمريكية التي تعد الأولى له منذ توليه منصب أمير قطر، أن بعض أعضاء الجماعة لا يزالون في قطر، مشيرا إلى أن دعم قطر لم يقتصر على حكومة الإخوان، وإنما دعمت كل الحكومات التي جاءت في مصر بعد إسقاط نظام حسني مبارك.
وقال إن أعضاء الإخوان المتواجدين حاليا في قطر يعلمون قواعد البلاد، وهي أنه طالما كانوا داخل قطر، فلا يمكنهم ممارسة السياسة ضد أي دولة عربية، حسب قوله.
وعلى صعيد آخر، أوضح الشيخ تميم إن بلاده لا تمول الإرهابيين، وذلك ردا على الاتهامات الموجهة لقطر بتمويل الإرهاب، وموضحًا أن قطر تعتبر بعض الجماعات في سوريا والعراق حركات إرهابية، متعهدا بدعم الحرب ضد تنظيم «داعش».
وفي سياق متصل، قال إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يعاقب، وأضاف: «نحن نقول من أول يوم إنه إذا لم يتم وقف إراقة الدماء في سوريا وإيقاف بشار الأسد عن ارتكاب إبادة جماعية لشعبه، فسنصل إلى ما وصلنا إليه».
وتابع: «لسوء الحظ، نحن الآن في وضع يجد فيه الشعب السوري المطالب بحريته بين نظام وحشي وأعمال إرهابية».
وأكد أن مشاركة دولة قطر في العمل العسكري ضد التنظيمات الإرهابية تأتي نظرا لإيمان قطر بوجوب مواجهة الإرهاب.
وقال إن العملية العسكرية ضد هذه التنظيمات الإرهابية ستستمر لفترة من الزمن، موضحا أن نوع المساعدة سيكون مختلفاً فمنها على سبيل المثال تقديم المساعدة للاجئين ومكافحة تهريب الأموال الذي يذهب إلى هذه الجماعات.
وأضاف "يجب مكافحة الإرهاب لكنني أعتبر أن السبب في كل ما يحصل هو النظام في سوريا وأنه يجب معاقبة هذا النظام. لقد مضت على هذه الحرب أكثر من 3 سنوات، إن البيئة التي يعيش فيها الشعب السوري هي التي خلقت هذا العنف. لقد قلنا منذ اليوم الأول إنه يجب وقف سفك الدماء في سوريا ومنع بشار من ارتكاب إبادة جماعية ضد شعبه. غير أن الشعب السوري الذي يطالب بحريته بات يعيش بين نظام وحشي وأعمال إرهابية"، معبرا عن اعتقاده بأنه يجب حل المسألة ككل، حيث قال: "إذا كان البعض يرى أن بالإمكان التخلص من الحركات الإرهابية وترك هذا النظام يستمر في القيام بما يقوم به حاليا، أعتقد أن الحركات الإرهابية ستعود مجددا".
وعن سؤال حول إمكانية مشاركة قطر في العملية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية بقصف أهداف تابعة لنظام الأسد أجاب الأمير "بأنه لا يمكن لقطر أن تقوم بذلك وحدها بالطبع؛ لكن إذا كان هناك تحالف لمساعدة وحماية الشعب السوري فسيتم الإنضمام إليه"، وقال "كما تعلمين كنا جزءا من تحالف ساعد في تحرير الشعب الليبي. سننضم إلى تحالف كهذا لأننا نؤمن أن النظام السوري هو من تسبَّب بكل هذه الفوضى".
وبيّن أن الحركات الإرهابية تشكل تهديدا في جميع أنحاء العالم ليس تجاه قطر أو التحالف فقط، إنما أي بلد مستقر مهدَّد، فالإرهاب غير مقبول لا في ثقافتنا ولا في ديننا.
وحول المزاعم التي تدعي بأن قطر تمول الجماعات الإرهابية، أوضح أنه يجب التمييز بين هذه الحركات لأنه في الولايات المتحدة وفي بلدان أخرى يعتبرون بعض الحركات إرهابية "وفي منطقتنا لا نعتبرها كذلك"، مضيفا "أما إذا كان الحديث عن حركات معينة وخصوصا في سوريا والعراق فالجميع يعتبرها حركات إرهابية ولا يمكن القبول أو السماح لأحد بتمويلها فهناك اختلافات بين البلدان في موضوع التمييز بين المجموعات الإرهابية والمجموعات الإسلامية التي لا نعتبرها إرهابية، مثل مجموعات في سوريا وليبيا ومصر.
وبشأن استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، قال "لدينا كل الحق كبلد عربي ومسلم في تنظيم بطولة كهذه، على الجميع أن يفهم أن عرض قطر كان الأفضل وأنها ستنظم إحدى أفضل البطولات. لقد واجهنا عروضا تقدمت بها دول كبرى، ومن الطبيعي أن يتفاجأ البعض بأن يفوز بلد صغير بتنظيم هذه البطولة".
وأضاف "بالنسبة إلى العمال، صحيح، لدينا مشكلة ونحن نطبق القوانين. لا أقبل أن يكون هذا مصير العمال الذين يأتون إلى بلدنا للمساعدة في تطويره، وبأن يعيشوا في مناخ غير موات لهم، فاقتصادنا يشهد نموا متسارعا ومئات الآلاف من العمال يأتون طلبا للعمل. هناك الكثير من القوانين التي تخضع للتطوير. لا أنا ولا أي قطري يقبل بما حصل. ولكن ما يحصل الآن هو أن كل الإعلام العالمي يسلط الضوء على قطر بسبب كأس العالم. إذا كان الإعلام يريد أن يتكلم عن هذه المشاكل فليتكلم أيضا عن تلك القوانين التي نحن نعمل على تطويرها وتطبيقها".
وبشأن إمكانية القبول بإقامة بطولة كأس العالم في الشتاء، قال "قُدم عرضنا على أساس تنظيم البطولة في الصيف. لدينا الآن تكنولوجيا جديدة وبنينا مدرَّجات مكيفة نستخدمها منذ 10 سنوات وهي فعالة ويمكن الإعتماد عليها. المناخ بالنسبة إلى اللاعبين والمتفرجين سيكون ممتازا. لقد جربنا ذلك والحر ليس مشكلة.أقبل باختيار أفضل وقت للبطولة من حيث المناخ، والإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) هو من يقرر موعد إجرائها ونحن سنحتاج إلى هذه التكنولوجيا سواء أجريت البطولة في الصيف أو في الشتاء".