منذ أن حظيت الدوحة بشرف تنظيم مونديال 2022، وحملات التشكيك تتصاعد حتى بلغت مستويات غير مسبوقة من الاتهام، ما دفع الى تشكيل لجنة تحقيق خاصة!.

بين رياح التشكيك وأصابع الاتهام أخفقت لجنة التحقيق، حتى اللحظة، في حسم الموضوع بعدما تعاملت بغموض وسرية مبالغ بها، فالاصرار على سياسية التعتيم ساهم بتصاعد حدة الهجمة الموجهة والمبرمجة، ما أوجد مساحة اضافية لحالة الجدل المتصاعد!.

الغريب في الأمر ما ينتهجه أيضاً رئيس -فيفا- من سياسة غير واضحة تستند الى المراوغة، فهو يتصدى في مناسبة للدفاع عن نزاهة التصويت وأحقية الملف، ويبعث في مناسبة أخرى بتلميحات غريبة ومريبة، ما شجع عديد المسؤولين بـ فيفا الى ممارسة النهج ذاته، تارة باللمز وتارة أخرى بالجزم، وكأن المسألة باتت متعلقة بجوانب ابتزازية بحتة!.

لا تتوقف القضية عند تلك الحدود، بل تظهر بين الحين والآخر نغمة التوقيت واستحالة اقامة المونديال بفصل الصيف نظراً لدرجات الحرارة المرتفعة وبالتالي المطالبة بتقديم الموعد الى فصل الشتاء، ليبدو المشهد أشبه بـ مد وجزر دون حسم حقيقي.

لا شك أن اللجنة المنظمة للمونديال تدرك جيداً النوايا وتقرأ بعناية حديث بين السطور، فبعد ان أكدت في أكثر من مناسبة الاستعداد الكامل لاقامة المونديال في الصيف أو الشتاء فإنها تقف على مسافة واحدة من كل الاقتراحات والاجتهادات، ذلك ان هناك من ينتظر قرار تعديل موعد المونديال للاستناد الى حجة قانونية تعيد حسابات الملف والتنظيم الى المربع الأول، وهنا تتضح هوية المستفيد الرئيس من سياسة الابتزاز والتشكيك.. والله من وراء القصد.
(الرأي)