الاخوه السوريون
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
23-09-2014 10:25 PM
اللاجئون السوريون هم بشر فيهم كل الاطياف الصالح و الطالح و الشاكر و الجاحد و المؤمن و الكافر و الثوري و الشبيح و الملتزم و صاحب الاسبقيات. اسوق هذه المقدمه لاذكر نفسي و الجميع ان السوريين كما الاردنيين و كما كل شعوب الارض غالبيتهم اناس عاديين يبحثون عن الحياه الكريمه و الستر لعائلاتهم و نسبه قليله تلك الخارجه على الاعراف و القوانين و لا يجوز ان يؤخذ الاغلبيه بتصرفات الاقليه.
لولا حدود سايكس بيكو لكنا نتحدث عن اخوان لنا عرب انتقلوا من منطقه الى اخرى داخل وطنهم و لو اخطأ سايكس و بيكو و ازاحوا الخط للاعلى قليلا لكانت درعا اردنيه و تستقبل السوريين و لو اخطأوا و ازاحوا الخط قليلا للاسفل لكنا في محافظات الشمال نبحث عن اللجؤ الان. المحصله ان السوريين هم اهلنا و اخواننا في الدين و العروبه و اللغه و التاريخ و كما في الاردن اصحاب سوابق هنالك ايظا اصحاب سوابق و لكن غالبية السوريين هم اناس طيبين يبحثون عن حياة امنه لابنائهم و بناتهم.
استقبالنا للسوريين ليس منه و لا معروف بل هو واجب ديني و قومي و انساني و الغالبيه العظمى مقدرين ظروف الاردن و الاردنيين و شاكرين لله ان وجدوا بلدا يأمنوا فيها على بناتهم و حياتهم و لا تؤخذ الاغلبيه بتصرفات سيئه لنسبه قليله قد يكون الكثير منهم اما مدسوسا من النظام السوري او صاحب سوابق قبل مجيئه او متنفعا يبحث عن استفاده من اللجؤ و لكن بالتأكيد ان هؤلاء موجود مثلهم بين ظهرانينا و من اقرب الناس الينا فاختلاف الناس ليس جديدا و ليس محصورا على السوريين.
الاخوه السوريين لم يخرجوا من ارضهم مخييرين بل خرج الكثير منهم ليحمى بناته و ابنائه و ليؤمنهم من خوف. كيف اذا نام الشخص و هو لا يعلم هل يصحو ام يدفن و عائلته تحت ركام منزله او يختنق بالغازات السامه. انه شعور رهيب انك لا تعرف متى تقتل او تصاب او يتوه ابنائك منك و انت لست محارب بل انسان عادي تبحث عن كرامتك و لقمة عيشك. و كم منهم من خرج ليحصل قوت يومه ليعود فيجد بيته اصبح اثر بعد عين او يجد ابنته او طفله جثه هامده.
بالتأكيد ان الاردن ليس في اختبار فالكل يعرف امكانياته و محدودية موارده و لا يستطيع تقديم حياة و عمل للاخوه اللاجئين و لكنه يستطيع تقديم الامان. ليس علينا في الاردن التزام سياسي او عسكري تجاه الاحداث في سوريا فنحن لم نشارك في اطلاقها و لا تأجيج احداثها كما فعل غيرنا و لكن علينا التزام اخلاقي تجاه من يأتينا لاجئا بحكم الجوار بتوفير الامان له حتى من السوريين اصحاب السوابق و الشبيحه و الذين لا يوفرون في الاساءه للاردنيين او السوريين.
بالمقابل على الاخوه السوريين ان لا يتوقعوا من الاردن اكثر من طاقاتها في ظل تخلي الصديق و جحود الاخوه العرب الذين ينثرون ثرواتهم في الغرب او في تمويل الاحتراب في حين ان الاردن تقبع تحت واقع اقتصادي مرير.
كما لا يجب ان يتوقع الاخوه ضيوفنا ان الاردن قادر على اعطائهم حياة افضل من مواطنيه فمن ساواك بنفسه ما ظلمك.
اتمنى على كل من يشعر بالضيق من الاخوه السوريين ان يتذكر انه يأوي اخر اليوم الى اسرته و بيته امنا في سربه في حين ان هنالك اخوه في سوريا مدنيين و اطفال لا ينامون من دوي الانفجارات و رعب الظلم و الخوف من النظام و الجماعات المتطرفه و الطائفيين الذين يريدون الانتقام لمقتل الحسين الذي خذلوه يوما بدم طفل او كرامة حرة او حياة مدني.
و هذا يجب ان يذكرنا بالحكمه في ابعاد جيشنا عن السياسه و ابقاء نشامى الوطن درعا متينا لكل الاردنين من مختلف مشاربهم و توجهاتهم السياسيه و الدينيه. نعم انعم الله علينا بجيش عربي ترعرع على النخوه و لم يفرق في حماية اردني بناء على دينه او منطقته او افكاره. اما الاجهزه الامنيه باطيافها و التي يسبها بعض الناس ليلا و نهارا و هم منشغلون بتأمين حياته و حياة ابنائه. نحتاج احيانا الى التفكير بما ننعم به و ليس بما نفتقده.
في النهايه اقول ان السوريين هم اخوة لنا يمرون بمحنه تنؤ بها الجبال و هم كانوا الحضن الدافئ لكل العرب في محنهم و لا يؤخذ السوريين بتصرفات مجموعه منهم خارجه عن القانون و لا يؤخذون بتصرفات نظامهم الذي رهن نفسه للايراني و اصبح عدو لنفسه و وطنه و امته.
حمى الله النشامى الاردنيين في ربوع الوطن من شماله لجنوبه و من شرقه لغربه و ندعو للاخوه السوريين ان يعجل الفرج عليهم فهم كرام و احرار ضاق بهم الحال.