واخيرا اتفق الاخوة الفرقاء على ان يتفقوا ، في المستقبل ربما. بوساطة ابن العم اليمني!!،،، وليكن،، فهناك دائما مرة اولى، ولا ادري هل ستكون هناك مرة اولى- اخيرة تسير قدما باتجاه المستقبل، دون عودة الى الوراء كما عودتنا السلطة الفلسطينية! اتسائل هنا: ما هو شكل الاتفاق الموقع تحت ضغط الحصار وجوع الشعب وشغف الاطفال للحلوى التي حرموا منها ومن حذاء ينتعلوه، وبين مندوب عن العدو يتحدث باسمه ويملي شروطه؟! هل سيتفقون على كلمة موحدة مقتضاها السلطة الفلسطينية تاركين في غياهب النسيان ورائهم (مناطق 48) كما يسمونها ومستوطنات وجدار امامهم وتصريحات للرئيس المرتقب (ماكين)...القدس عاصمة اسرائيل الابدية؟! هل ستحل سياسة الاستسلام محل سلاح المقاومة؟!
عندد توقيع اتفاق اوسلو (غزة - اريحا اولا)، التي وقعها الجانب الفلسطيني ممثلا بمنظمة التحرير الفلسطينية انذاك على عجالة باملاء خارجي وبدون حساب العواقب، بدأت مرحلة الاستسلام والتسليم بالامر الواقع الذي طالما عملت الدولة الصهيونية على فرضه علينا.
لقد وفرت الاتفاقية التي بقيت ثلاثة ارباع نصوصها سرية حتى يومنا هذا غطاء قانونيا للصهاينة اليهود لتجريد الشعب الفلسطيني من سلاحه وتوفير الامن لاسرائيل والاسرائيلييين وتوفير الحماية للمتعاونين مع اسرائيل دون التعرض لاي اذى او ملاحقة وغيرها من البنود المهينة التي يتم تنفيذها بايدي فلسطينية ، ولا ادري فعلا ماذا كان "الموقع" الفلسطيني (وليس المفاوض حيث يملك الثاني نقاط قوة يفاوض عليها)، لا ادري ماذا كان تصوره الحقيقي تجاهها وماهية شعوره الان مع هذا الدم الفلسطيني المباح على جميع الموائد والاحلام الفلسطينية المقتولة على الوسائد!!
لقد استطاع حكام اسرائيل، سيرا على الخطة المعدة مسبقا والتي ينفذونها بحذافيرها، من بيريز الى نتنياهو مرورا بباراك و شارون الى اولمرت (المتهم بكونه اقلهم انجازا) ان يحققوا الهدف الذي وقعوا من اجله اتفاق اوسلو وهو بان صوروا المقاومة كإلارهاب واستمروا ببناء المستوطنات وازدادوا قمعا للشعب الفلسطيني وتجريدا لاراضيه ونجحوا في انهاء المقاطعة العربية التي كانت سارية الصلاحية مع اسرائيل وحولوها الى حصار على الشعب الفلسطيني! باختصار...حصلت اسرائيل على السلام دون ان تدفع الثمن!!
كان واضحا انذاك كما هو جلي الان بعد سيل الاتفاقات التي تم توقيعها منذ ذلك الحين لايقاع الفلسطينيين في شراك معاهدات بيع الارض الرسمي، ان الاتفاق كان الخطوة الاولى على طريق الالف ميل لتصفية القضية الفلسطينية اخذين بنظر الاعتبار ان اليهود كانوا ومازالوا يعملون حسب قواعد ومبادئ مدروسة وواضحة اساسها المخطط الصهيوني المعلن والذي بدأ الحشد له منذ اكثر من مائة عام وهو اقامة دولة عبرية على ارض فلسطين لتصبح بعدها منطلقا لاقامة مملكة سليمان اي ارض ما يسمونها - ارض الميعاد - حسب ما ورد في التوراة التي زوروها والتي جاء في سفر الثنية فيها ان "كل مكان تدوسه بطون اقدامكم يكون لكم من البرية ولبنان من النهر.. نهر الفرات الى البحر الغربي يكون تخمكم".
"ان اعادة ارض اسرائيل وهي ارض الاباء والاجداد الى الكفار ابناء اسماعيل - العرب - لهي جريمة وضعف ايمان وان توراتنا لن تسمح باعطاء ارضنا للكفار"!! بهذه الكلمات استنفر جموع الموجودين في اجتماع حركة غوش ايمونيم الاستيطانية المتشددة والتي قالها اشهر كبار الحاخاميين اليهود واكثرهم نفوذا، الحاخام الاكبر تسفي يهودا كوك وهو ابن كبير الحاخامات ارييه كوك الذي يعتبر الاب الروحي للحركة بعد توقيع الاتفاق مباشرة وذلك في اجتماع حاشد في قاعة الحاخام الاكبر هرتسوغ على جبل هرتزل.
ولم يكتف حاخام الارهاب الاكبر بذلك بل اخذ يتساءل وسط هياج المجتمعين: "لماذا ندع الكفار يعيشون معنا.. ان اليهود في ارض اسرائيل هم الاسياد وهذا ما اراده الرب الذي اختارنا لهذه الارض.. اما الكفار فهم الحطابون والسقاة واذا رفع الكفار رؤوسهم في ارض اسرائيل وجب رحيلهم عنها"!!
اذا فهومنهاج الدولة العبرية وليس ضرب جنون يلصق بكل مرتكب لمجزرة ضد الفلسطينين، هو ليس رد فعل على اطلاق صاروخ محلي الصنع على مستوطنة، فقتل العرب هو طقس يومي ممنهج في غزة كما هي المحارق التي تتم بمباركة من الغرب كما رأينا ويحتمل ان نراه هذا الصيف في لبنان اسوة بصيف 2006. فاين الدولة المرتقبة مذ ذاك، اي منذ اوسلو وما تبعها من معاهدات تركتنا نرواح في مكاننا!!.
غزة محاصرة ومبعدة عن خارطة الوطن، والضفة الغربية مقسمة بالمستوطنات والحواجز والمستوطنين رعاة الارهاب. فاين الدولة التي يتحدثون عنها ويسعون الى انشاءها والى متى يبقى المقاومون (عفوا الارهابيون) هناك ونحن نتفرج هنا! واي سلام نرجوه مع قتلة الاطفال؟!
بالتفريق بين الاخوة وقتل الوالدين والوليد يأمل اليهود ان ( يموت الكبار وينسى الصغار) وينسون هم انفسهم ان الكبار قبل ان يذهبوا يتركون ارثا من الوطنية وعشق الارض لاولادهم واحفادهم ويزرعون قبل الزيتون شجرة المقاومة على الارض وفي الاجيال قناعة لا تزول، مفادها فلسطين الوطن،،، فيابني صهيون ان صغارنا يسيرون على خطى كبارنا وابدا.... فلن ننس ما حيينا ان صلاح الدين فينا.....واعلموا ان فلسطين عربية والقدس عاصمتها الابدية وان طال الزمان.