ايا كانت الحقيقة حول ما جرى في عجلون من حديث الدفائن والذهب ، فإن ذلك يفتح الباب لتساؤل جاد عن السبب الذي يحول دون أن يكون هناك توجه رسمي على شكل مشروع وطني كبير للتنقيب العلني والشفاف عن دفائن الذهب في جميع المناطق التي تشير التوقعات الى إمكانية وجود الذهب وسواه من الثروات فيها ، ولصالح خزينة المملكه .
يعرف الجميع ان مواطنين كثر يبحثون عن هكذا كنوز بأدواتهم الخاصة مع ما يرافق ذلك من حديث الرصد والجن وإستخدام شيوخ خاصين بهذا الامر ، ويكثر حديث المجالس عن هذا الامر وتكثر الاشاعات والفضول والاشارة الى ان فلانا قد عثر على الذهب لمجرد تحسن احواله المادية خاصة اذا كان هذا التحسن سريعا او مفاجئا ، الى غير ذلك من كلام الذهب الذي يستهوي السامعين .
قد يكون مهما ومفيدا في بلد فقير مثقل بالديون ان تبادر الحكومة الى الشروع علنا في تنفيذ مشروع شامل للتنقيب حيثما امكن ذلك بإستخدام آليات القطاع العام ، وان تطبق القانون الذي يعطي لمالك الارض التي يكتشف الذهب فيها حصته التي يحددها القانون ، فقد مرت على الارض الاردنية حضارات عدة وليس مستحيلا وجود دفائن وكنوز ثمينة يمكن ان يكون لها أثر في رفد خزينة الدولة بمبالغ مالية جيدة ، والرزق على الله ، فهذا اكرم بكثير حتى من طلب المساعدة من الآخرين ، إذا ما كانت اراضينا تزخر فعلا بهكذا كنوز .
ندرك ان هذا الامر سيوسع نطاق الاشاعات ومطامع البعض ، ولكن لا بأس وليكن ذلك ما دام المقابل هو العثور على مال يرفد خزينة الدوله ، عندما تكون عمليات البحث شفافة وعلنية وبمشاركة لجان رسمية واسعة وامينة يشارك فيها ممثلون لسلطات الدولة جميعها الى جانب الدوائر الرقابية وبحضور مالك الموقع الخاضع للتنقيب، ويمكن لوزارة الداخلية مثلا ان تتولى هذا الامر بالتعاون مع الاجهزة الامنية ، وبالضرورة سينهي هكذا مشروع الاشاعات الكثيرة عن الذهب ومن استخرجه ومن وجده ومن حرم منه رغم استخراجه من ارضه ، الى غير ذلك من روايات لا تصمد طويلا عند التدقيق فيها وليست سوى احاديث مسائية مسلية في كثير من الاحيان .
إذا كانت في بلادنا كنوز فإن من العبث ان تبقى في باطن الارض دونما فائدة بينما البلد بامس الحاجة لها ، ولهذا فإن الواجب الوطني يقتضي الكشف عنها وإستخراجها ولمصلحة خزينة الدولة المثقلة اساسا بالمديونية والعجز ، فلربما وفقنا الله سبحانه في الحصول على مال نحن بأمس الحاجة اليه وبما يغنينا عن إنتظاره من الآخرين طويلا وقد لا يأتي ، والله من وراء القصد .