أحقية التساؤل عن الأردنيين ؟!
د. عادل محمد القطاونة
21-09-2014 03:46 AM
بالأمس القريب كان الأردنيون على موعد مع تصريح خطير، لم يكن تصريحاً حكومياً ولا نيابياً فكلاهما منشغل بالآخر فالأجندة لديهم مليئة بمن هو المصيب ومن هو المخطئ في أولويات الوطن والمواطن ! لم يكن تصريحاً حزبياً ولا نقابياً ؛ لم يكن تصريحاً شعبياً ولا عشائرياً ، لقد كان التصريح أمريكياً بامتياز !
السفيرة الأمريكية الجديدة والتي لم يمض على وجودها في الأردن أشهر قليلة تزف للأردنيين أخباراً مفادها أنهم أقلية وانهم يشكلون ربع عدد السكان المحليين حالياً وبين مضمامين الكلمات والحروف ومدلولات الإشارات والعبارات وقف المواطنون الأردنيون بين حائر ومتأكد ، غاضب وسعيد، شامت وصامت، مصدق ومكذب ، وفي كل هذا وذاك وبتحليل منطقي في جميع الاتجاهات والدلالات وعبر التصفح في معاجم الكلمات وبين وطن بديل ووطن مضيف ؛ مواطن أردني وغير أردني تناثرت عبر عبق السنين رائحة ثرى محافظات المملكة جنوباً وشمالاً ، شرقاً وغرباً لتذكر بأن الأردنيين ليسوا مجرد أرقام وإحصائيات، بل حقائق ومثاليات، حقائق الضيافة والكرم، مثاليات الأصالة والشرف.
في هذا المقام أطرح التساؤلات التالية: أين الحكومة عن حقيقة النسب والإحصائيات والتي تصدر من هنا وهناك ؟ ولماذا لم تتحدث الحكومة صراحة منذ فترة طويلة عن نسب اللاجئين من الدول العربية في الأردن ؟ ولماذا لم يعلق مجلس النواب (مجلس الشعب) على هذه التصريحات بوطنية الأردني أم أن رد قانون التقاعد وإصرار البعض منهم على تبادل الإتهامات بين الحين والآخر كان في سلم الأولويات للحديث والمناقشة !
بعيداً عن الحكومة والنواب والأعيان وبإشارة بسيطة لمن يعلم ومن لا يعلم فالأردن كلمة تعني الشدة والمنعة والقوة ، وعبر مر التاريخ من عموريين ومؤابيين ، كنعانيين وأنباط عرب وغيرهم كان الأردن ولا يزال بيتاً من بيوت العز والكرم، موطناً لمن لا موطن له ، ملاذاً للضعيف واللاجئ، وفي كل هذا وذاك وبين عز وكرم ووطن ومواطن وضعيف ولاجئ أنجب الأردن عبر سنواته المداد رجالاً قدموا للأردن العتيد فأنجبت في قرنها المنصرم كلاً من وصفي التل وهزاع المجالي؛ مثقال الفايز وحمد الجازي؛ فارس المعايطة وعوده أبو تايه؛ حابس المجالي وحسين الطراونة؛ مرزوق العموش وراشد الخزاعي؛ ماجد العدوان ومفلح اللوزي؛ سليمان الروسان ونمر الحمود ؛ عليان الحياري وصالح العوران؛ محمد الخريسات ومنيزل القطاونة وغيرهم الكثير من الرجال بالأمس واليوم وغداً.
لقد كان للعشائر الأردنية دور كبير في الحفاظ على الهوية الأردنية وما عشائر بني حسن وبني عباد وبني صخر والعدوان والحويطات وغيرها من العشائر الأردنية إلا جزء من الهوية الأردنية التي تحمل في جذورها الانتماء والولاء للأردن والتي قاومت منذ عشرات السنين فكرة طمس الهوية الأردنية عبر الترويج لفكرة الوطن البديل تارة وعبر الإشاعات والفتن التي كانت ترمي إلى الإساءة لمفهوم العشائرية تارة أخرى.
ختاماً الأردنيون ليسوا مجرد أرقام ولكنهم أفعال ملموسة، لا تهمهم النسب بقدر ما تعنيهم المواقف ، تعلو وجوههم الكشرة ، كشرة الهيبة والجمال ، كشرة الاتزان والثقة فبلادهم صخرية جبلية والإنسان بطبعه يتشكل بطبيعة الجغرافيا المحيطة لكنه مواطن محب ومرن يتقبل الجميع ويقدم بلا حدود فالكرم عادة والضيافة قيمة والأصالة فضيلة ، تحكمه العصبية تارة ويخطئ في حق الغير تارة أخرى ولكن تجمعه في الأولى والثانية العفو والمغفرة والاعتذار والإتزان بغلاف أردني يدرك مفهوم الولاء والإنتماء.