يستوقفك الشرطي على الطريق ،ويطلب منك الرخص ،تحاول الاستفسار عن السبب ،فيعاود الشرطي طلب الرخص دون ان يجيبك على استفسارك،تذعن و تعطيه الرخص ،عندها يقول لك انك كنت تسير بسرعة تتجاوز السرعة المسموحة ،تحاول النقاش مع الشرطي للتوضيح له ،الشرطي لا يستجيب و يعطيك ظهره باتجاه سيارة الدورية،تستفز من هذا التصرف و تحاول مرة اخرى مع الشرطي ،عندها يستفز الشرطي وقد يصل به الأمربتصعد المخالفة لك وذلك برفع مقدار تجاوزك للسرعة لأنه يعلم مسبقا ان لا دليل مادي موثق يثبث سرعة سيارة بعينها ،فكل ما لديه هو جهاز رادار يدوي يقيس سرعة السيارة دون ان يقرن هذه السرعة بتلك السيارة بدليل مادي ،وهذا أمر غير جائز من الناحية القانونية .
بعد ذلك يأتيك هذا الشعور بالغبن و القهر ،و تأتيك فكرة الاعتراض على المخالفة من خلال المحكمة ،فيقفز الى ذاكرتك محاولتك السابقة او محاولة احد معارفك ممن ساروا بهذا الطريق الوعر، الذي قد يستنفذ منك ثلاثة اشهر على اقل تقديرلتخرج بنفس النتيجة ،حيث ان اجراءات المحكمة تتطلب حضور الشرطي ،وهذا امر نادر الحصول،لتؤجل الجلسة لموعد آخر...وآخر... ولا يحضر الشرطي،ثم تضطرك الظروف للغياب عن جلسة المحكمة ،فيتم الحكم عليك حتى مع عدم حضور الشرطي.عندها تستبعد فكرة اللجوء الى المحكمة وتبدأ بالتفكيربالبند الذي يتوجب عليك "شطبه" من قائمة مصاريف مستلزمات عائلتك ،هذه القائمة التي اختزلت بعدة بنود لا يمكن الاستغناء عن احدها بعد هذا الغلاء الذي لا طاقة لناعليه،وذلك بغرض توفير مبلغ لدفع قيمة المخالفة .
قيل لنا ان تغليظ عقوبات قانون السير أتت للحد من حوادث السير و للمحافظة على ارواح و ممتلكات المواطنيين،وهنا نقول ان لا احد يصدق هذا الكلام الذي يعتبر من وجهة نظرنا ،الحق الذي يراد به الجباية فقط لا غير،وخير دليل على كلامنا هو زيادة عدد حوادث السيرمع الايام .
يذكر التاريخ ان سيدنا عمر بن الخطاب اوقف العمل بحد السرقة عندما مر على الأمة سنوات قحط دفعت الكثيرين للسرقة من اجل اطعام افواه جائعة.وهنا نقول لمشرعينا اين انتم من الفاروق، و من اين لكم هذه الرفاهية لتشرعوا لنا قوانيين ربما تكون صالحة في بلاد يكون دخل الفرد بها اضعاف مضاعفة لدخل الفرد في بلدنا .ربما يقول احدكم ان من يستطيع امتلاك سيارة خاصة يكون عنده القدرة على دفع جميع مستلزماتها بما فيها مخالفات السير،وهذا كلام غير صحيح ،فالسيارة لم تعد تحسب رفاهية وانما ضرورة ملحة لكل مواطن و ذلك لافتقار البلد لوسائل مواصلات منتظمة و مريحة .
اخيرا نقول لمشرعينا ،عليكم بالرحمة بهذا المواطن المقهور و المحبط جراء الظروف المادية الصعبة و التي أتت على كل ما بجعبته ،واصبح كل همه توفير الحد الادنى من متطلبات العيش ان استطاع لذلك سبيلا .