عن الناصري القاضي سليم جبران .. !
عودة عودة
20-09-2014 03:27 AM
كل يوم أقع في حب هؤلاء الناس... وأعني هنا (فلسطينيي 48) المتمسكين بعروبتهم وتراب أرضهم (فلسطين)..
وقصص هذا السحر الفلسطيني الجميل كثيرة.. ومجيدة،القصة قبل الأخيرة كانت في القاهرة قبل نحو أربع سنوات وبالتحديد في مصعد أحد الفنادق الكبرى، الحديث يبدأ بتحية الصباح العادية والرد عليها بأحسن منها.. اللهجة ليست خفية وغريبة عن أذني لشاب وزوجته وأطفالهما الأربعة.. إنها ليست لهجة قاهرية إنها فلسطينية نقية تماماً.. اسألهما من أين أنتم..
ويرد الشاب: أنا من الناصرة.. وزوجتي من عكا.. إذن أنتم إسرائيليون... بعد تمهل يرد: نعم إسرائيليون لكن «مزيفون»... لا يمكن لعربي أن يكون إسرائيلياً في يوم من الأيام، فقط يمكن أن يكون إسرائيلياً «مزيفاً «.. فرحت بالجواب، فعلى الرغم من مرور أكثر من 66 عاماً لم ينخرط الفلسطينيون في المجتمع الإسرائيل.
قصص عشق أخرى كثيرة سابقة أوقعتني في حب هؤلاء (فلسطينيي 48) والبدايات كانت عند مشاهدتي الفيلم السينمائي (كفر قاسم) والذي يتحدث عن أحداث جرت عام 56 من القرن الماضي..أبطالها من أهل القرية ذبحوا من قبل الجيش الإسرائيلي لأنهم أعلنوا حبهم لمصر وعبد الناصر عندما أمم قناة السويس وما نتج عنها من حرب عدوانية دامية أُطلق في حينه عليها (العدوان الثلاثي) الإسرائيلي البريطاني الفرنسي على مصر وانتهى بإندحار هذه الغزوة الاستعمارية وانتصار مصر في معركة بورسعيد المجيدة.
و من قصص هواي وحبي لهؤلاء الناس الرائعين هو إنجازهم ليوم الأرض في 30 آذار من العام 76 من القرن الماضي وفي منطقة المثلث الفلسطيني رفضاً لمخطط إسرائيلي للإستيلاء على أراض في عدد من قراهم ثم أنطلق هذا الرفض في العديد من العواصم العربية وفي مقدمتها عمان ودمشق وبغداد والقاهرة والرباط والخرطوم وغيرها.
قصة حب أخرى سابقة لشعراء وكُتاب وبرلمانيين من فلسطين المحتلة العام 1948 منهم الشاعران محمود درويش وسميح القاسم والأديب توفيق زيّاد رئيس بلدية الناصرة والبرلمانية حنين الزعبي... القصائد كلها على الشفاه دائماً: سجل أنا عربي لمحمود درويش... وأناديكم لسميح القاسم... والمتشائل لتوفيق زيّاد... وعندما قالت عضو الكنيست حنين الزعبي لمقتحمي أسطول الحرية الجنود الإسرائيليين: أنا عربية فلسطينية شئتم أم أبيتم...
آخر القصص لعشقي الرائع لفلسطيني 48 وقعت قبل نحو عام وهذه المرة للقاضي العربي الفلسطيني (سليم جبران) عضو المحكمة العليا الإسرائيلية والمناسبة كانت في بيت (سيء الذكر) شمعون بيرس رئيس الدولة الإسرائيلية حيث جرت مراسم (الإستلام والتسليم) بين الرئيس الجديد والرئيسة السابقة للمحكمة... (أنشد) القضاة أعضاء المحكمة نشيد (الهتيكفا) النشيد القومي الصهيوني غير أن شفاه القاضي العربي (سليم جبران) لم تتحرك البتة وصمتت تماماً أثناء نشيد القضاة الصهاينة.. لكن كاميرا إحدى القنوات الفضائية سلطت أضواءها على شفاه (جبران)الصامته..
ثم تلت ذلك حملة عنصرية إسرائيلية منفلتة هوجاء ومستمرة منها:... لماذا لم ينضم هذا القاضي العربي إلى الجوقة.. لماذا يبصق هذا العربي المتعجرف في البئر الذي شرب وارتوى منه... يجب طرده من المحكمة حالاً.. لماذا لم تخرج الكلمات من حنجرته.. وكيف يتجرأ على أن لا ينشد.. سنعلمه الإنشاد مجدداً... صمته هو إحتجاج على دولتنا (اسرائيل).. وإذا لم تعجبه (إسرائيل) ليذهب الى غزة ولينشد ما يريد..!..!! (جبران) الفلسطيني لم يفتح فمه حتى الآن، يكفيه أنه أسقط ورقة التوت عن عورة الدولة الإسرائيلية.. صمته كان أكثر جلجلةً من طبول وأبواق الجوقة الصهيونية كاملةً..
هذا النشيد (الهتيكفا) ليس نشيده ولا يمكن للكون كله أن يجبر أي عربي أن ينشد نشيداً غير نشيده... لا يمكن إجبار إنسان عربي على إنشاد (أكاذيب) لشعب مُخترع هو (الشعب اليهودي).. ولدولة مُخترعة هي (إسرائيل)..!!)
(الرأي)