لم يعد السؤال الصباحي كيف أصبحت ؟ بل أين أصبحت ؟ ولا السؤال متى أراك ؟ بل هل لا تزال حياً لأراك ؟ اعني هل اصبحت في نفس الدولة التي نِمتَ فيها، اقصد هل لا تزال الدولة هي نفسها أو تغير في الليل علمُها ونشيدُها وحاكمُها ؟
السؤال في زمن «الربيع العربي « صار اعتيادياً وفي زمن داعش اجبارياً !
ما من عربي ينام آمناً على نفسه وابنائه وبيته و..وطنه.النفس أمارة بالحياة، الحياة في علم الغيب، والغيب منذ سنوات لم يأت الا بالسوء لأمة نظمت ذات زمن الكون وعلمت الانسان ما لم يعلم .ولكي تعلم لا بد ان تجهل تاريخها ودينها ومواقيتها .وهذا ما هو منوط بداعش ان تفعله لتخلف الارض العربية وتبيع انسانها لعبدة الشيطان و نساءها في سوق النخاسة .وطبعا نفطها لمن يدفع ..أقل !
لن يصدق بائع الخضار على الرصيف ولا طفل الاشارة المرورية اوحتى استاذ الجامعة ان ثمة حرباً عالمية تجري على ارضه، حربا تقودها اميركا وتنفذها فرنسا و بريطانيا وان اربعين دولة تجتمع في باريس لتتخذ الخطوة التالية في الحرب .
ولن يصدق ان من اوجد داعش وسلحها هو مَن -الآن- يحاربها، فهو اوجدها وجعلها تسيطر على نصف مساحة العراق وسوريا ليس ليحاربها بل ليحارب الامة العربية بها وليكمل مخطط مقولة «الارهاب» الاسلامي !وليبرر للصهاينة اعلان الدولة اليهودية . ذاكرتنا مثقوبة ونذهب حيث الريح الصفراء تذهب بنا .وها نحن نسينا ما طالب به نتنياهو باعلان اسرائيل دولة يهودية . طبعا لم يتخلوا عن المطلب لكنهم طلبوا من الفتى الصهيوني الازعر ان لا يتهور ..فالمخطط لم ينضج بعد ولا بد من تشويه الاسلام اكثر وتفتيت المسلمين وذبح العرب الذين ما زالوا يقظين.. اما الآخرون فهم منيمون وفي سبات عميق !
التناقض في مواقف دول عربية من داعش يشي بما هو اخطر .لكأننا امام لغز محير وكلمات متقاطعة حلها «جدها في يهود « ! ودولة اليهود الآن هي الوحيدة في المنطقة التي لم تتأثر بالازمة المالية العالمية ولا بالتشققات التي تحدث حولها وهي القريبة من كل ما هو مدمر والبعيدة جدا جدا عن هدف نيران وسواد داعش ..أليس الامر مثيراً للسخرية حد القرف؟! والكل يعلم ان عدو الامة هو اسرائيل وان عدواسرائيل هو الامة العربية والاسلامية ؟!
بعد الحرب على الارهاب التي فقدت الامة فيها العراق اخترعوا لنا القاعدة وبعد القاعدة الجهاد والنصرة وبقية الاسماء الطائفية، وبعدها داعش دولة الخلافة الاسلامية الآن في سوريا والعراق وغدا في المغرب العربي وأخيراً في مهد الخلافة الاسلامية، كما يخططون ! . ماذا بعد هذه المرحلة من الحرب على الارهاب ؟
من المؤكد أن المرحلة القادمة هي مرحلة الدولة اليهودية من النيل الى الفرات وربما ابعد جنوبا وشمالا والى حيث يوجد حجر مكتوب عليه بالعبرية .
ما زال في الوقت قليل لالتقاط السكين من يد الجلاد والسكين في هذه المرحلة داعش بحدها الإسلامي المزيف.
ما زال ثمة وقت لقراءة بروتوكولات حكماء صهيون والكتب السماوية.
عودوا الى عروبتكم واتعظوا؛ حتى لا تُؤكلوا كما الثور الأبيض .
رحم الله جمال عبد الناصر !!
(الدستور)