دفاعاً عن السفيره الاميركية
السفير الدكتور موفق العجلوني
19-09-2014 11:18 PM
بداية لا يسعنى الا ان ارحب بسعادة السفيرة السيدة اليس ويلز في المملكة خلفاُ للسفير السابق الصديق ستيوارت جونز, و كسفيرة لبلد صديق تربطنا به علاقات صداقة و تعاون تاريخية , وان كافة السفراء الامريكين السابقين و على راسهم الصديق ستيوارت جونز , كانوا يتمتعوا بثقة واحترام الاردنيين وحتى ان احدهم ذهب بالقول : ," لو ان ستيوارت جونز ترشح في الانتخابات البرلمانية عن الدائرة الثالة لفاز في الانتخابات" .
و تعقيباُ على ما تناولته وسائل الصحافة و الاعلام في المملكة حول تصريح سعادة السفيره بأن نسبة الأردنيين انخفضت إلى 27 بالمائة من اجمالي سكان البلاد, حيث اخذ هذا الخبر ردود فعلا كثيرة لا بل حملت في مضامينها عتباُ و غضباُ .
بداية لا اعتقد ان فيما اذا صدر عن سعادة السفيرة هكذا تصريح ,ان لسعادتها نوايا سئية او خلق فتنة , فأنا اسبعد ذلك جملة و تفصيلا , لان ذلك بداية ليس في صالحها كسفيرة حديثة العهد في المملكة ومن جهة اخرى ليس في صالحها امام الرأي العام الاردني وليس في صالح العلاقات الاردنية الاميركية و خاصة ان مهمة السفيرة و بالذات في الظروف الحالية تعزيز العلاقات الاردنية الاميركية والبعد كل البعد عن القضايا الحساسة وخاصة امام وسائل الاعلام , اضافة ان مهمتها اصعب على الساحة الاردنية نظراُ لان زميلها السابق لدي الاردن السفير ستيوارت جونز له شعبية كبيرة و هذا ليس في صالح سعادة السفيرة , اذا بات عليها جهودا مضاعفة لكي تأخذ قسطا من شهرة واحترام السفيرالسابق .
لست هنا في موقف ادانة سعادة السفيرة- من منطلق اننا زملاء في هذه المهنة و أعرف خفايا مطباتها - و لكني في موقف الدفاع عنها و كونها اولاُ حديثة العهد في المملكة و هي من الناحية الدبلوماسية ضيفة جلالة الملك و ممثلة لدولة عظمى و صديق و حليف للاردن , و كان من واجب معالي وزير الخارجية السيد ناصر جوده عندما استقبلها عند تقديم نسخة من اوراق اعتمادها ان وضع السيدة ويلز بفكرة عامة عن الاردن , بحيث يجنب الاردن الوقوع في مطبات كمطبات السفير السوري و العراقي و غيرهم و يصبح الردح و التراشق الاعلامي بين السفراء المعتمدين في المملكة والشارع العام مما يؤثر على سمعة الاردن و سياسته الخارجية و ايقاع الاردن في مواقف محرجة نحن بغنى عنها .
و بالتالي فان سعادة السفيرة ويلز لا زالت في فترة التعرف على المملكة وعلى تركيبة المجتمع الاردني من اردنيين و مخيمات فلسطينية و عراقيين وسوريين و ايدي عاملة اجنبية , اضافة الى الجوانب السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية .
و باعتقادي ان سعادة السفيرة السيدة اليس ويلز سوف تبذل قصارى جهدها في تعزيز العلاقات بين البلدين و انا واثق من ذلك , وانها حريصة كل الحرص على تجنب التصريحات الحساسة وان تركز على مهمتها الدبلوماسية والتي باشرت بالقيام بها منذ وصولها للمملكة وصرحت بها مؤخراً و اذكر منها :
العمل مع شركائنا الأردنيين للمساعدة في تحقيق رؤية جلالة الملك الاستراتيجية للأردن لتطوير اقتصاد منتج ومبتكر وقائم على المعرفة".
قدمت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية دعما بقيمة 150 مليون دولار لدعم مشاريع تنموية للقطاع الخاص الذي يعد المحرك الأساس للنمو الذي يعود بالنفع على السكان.
دعم برنامج التنافسية في الأردن بقيمة 45 مليون دولار لمدة خمس سنوات لتطوير قدرات القطاعات الأردنية الواعدة خصوصا التكنولوجيا النظيفة والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، متوقعة أن يستقطب البرنامج استثمارات جديدة بقيمة 700 مليون دولار ويوفر 40 الف فرصة عمل.
اطلاق مبادرات اميركية في المملكة، والمتمثلة برعاية مبادرة مدتها خمس سنوات بقيمة 50 مليون دولار لتحفيز التنمية المحلية وتشجيع الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر، وأخرى لتزويد القوى العاملة في السوق المحلي بالمهارات الضرورية لتلبية احتياجات القطاع الخاص لافتة إلى أنها " عنصر أساسي لاستراتيجية المساعدات الأميركية إلى الأردن".
توجت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين أميركا والأردن في عام 2001، حيث أسهمت في رفع حجم التبادل التجاري في الاتجاهين إلى حوالي 2ر3 مليار دولار في عام 2013"، وهو أعلى مستوى للتبادل التجاري بين البلدين". وإن فائدة اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين ليست فقط الارقام والبيانات، بل توفر نحو 50 الف وظيفة جديدة منذ توقيعها ونفاذها. وأن اتفاقية التجارة الحرة والتعامل في إطار منظمة التجارة العالمية، واتفاقيات أخرى الدول العربية وتركيا وكندا والاتحاد الأوروبي جعلت من الأردن مركزا للتجارة الإقليمية.
يشكل جانب الاستثمار الأمريكي في المملكة نحو 10 بالمائة من الاستثمارات الاجنبية المباشرة بقيمة تصل إلى 2ر2 مليار دولار، توزعت بين الطاقة المتجددة، والتمويلات التي تقدمها مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار (اوبك) والتي لديها محفظة بقيمة مليار دولار في الأردن، إلى جانب استثمارات البامار التي تستثمر 200 مليون دولار في شركة برومين الأردن.
سيقوم وفود من وزارة التجارة الأميركية إلى المملكة في الأشهر المقبلة مهتمة بمشروعات البنية التحتية والقطاعات الطبية، وتعنى في بيئة الأعمال في الضفة الغربية.
"نخطط للبناء على نجاح جولة تشجيع الاستثمار في العقبة في ولايات الساحل الشرقي للولايات المتحدة في تعزيز وضع الأردن كمركز تجاري استراتيجي".
أهمية مكافحة التحديات التي تهدد "المصالح الاردنية الاميركية المشتركة، و الحاجة إلى تشجيع النمو الاقتصادي باعتباره أهم الأدوات ضد الراديكالية والتطرف.
اتمنى لسعادة السفيرة كل التوفيق و النجاح بمهمتها الدبلوماسية لتعزيز العلاقات بين المملكة الاردنية الهاشمية و الولايات المتحدة الاميركية , ونحن احوج ما نكون حريصين في هذه الظروف السياسية الصعبة التي تحيط بنا , وهذا يتطلب من كافة السفراء المعتمدين في المملكة الدقة و الحذر في تصريحاتهم بما لا ينعكس بتعكير صفو العلاقات بين البلدين سواء على المستوى الرسمي او الشعبي , وانا متأكد ان سعادة السفيرة السيدة ويلز سوف تلقى كل تعاون على المستوى الرسمي و كل احترام على المستوى الاعلامي و الاجتماعي .