نهاية ثقافة .. والعودة الى مؤسسة الأفراد!
د. وليد خالد ابو دلبوح
18-09-2014 09:23 PM
جلالتة "يؤدّب" السلطات الثلاث ... في ثلاثة أيام!
ما فعلة الملك في ثلاثة أيام ... فاق ما فعله الشعب .. والسلطات الثلاث ... من تداولات واستشارات واوراق هنا هناك ... ومنتدايات وحراكات وخطب واعتصامات وتصفيق وشجن واستنكارات .. منذ نشأة الدولة الأردنية!!
وان ما حققه جلالته من تأثير ... فاق فعل سياسات الاصلاح والسياسات المقترحه والغير مقترحه ... الحالية والقادمة .... والانشطه ومؤتمرات بحر الميت والمحيطات ... وسفر النواب في المؤتمرات والمنتزهرات!
بجرة قلم ... يحيي جلالته مؤسسات ويميت مؤسسات ... وبكلمة واحدة يكاد لا ينهيها ... يُغير أفواه واقلام ومواقف ومبادئ امّعة الرجال ... من أقصى الشمال الى أقصى اليمين ... من أقصى اليمين الى أقصى الشمال ... وبظرة عين ... يغير مسارات وينشأ مسارات ... ويرفع رجال ويخفض انصاف وارباع الرجال!
مع قضية "عواطف المغاري" ... تنتهي ثقافة المؤسسات!
ما استوقفني بالذات في هذا المنحنى ... ان جلالته فضل أن تكون "الحصانة" والفعل والاصلاح .. من السلطة التنفيذيه لا القضائيه .. لقد كان باستطاع جلالته أن يوعز لرئيس المجلس القضائي أو وزير العدل لمتابعة أمر قضية عواطف لمتابعة الأمر... ولكن كان من الضروري اتخاذ امر "امني" تستدعي الضرورة كون قضية اختنا عواطف هي قضية أمن وطني ... كثرت مثيلاتها ... وذاع صيت اهتزاز هيبتها للأسف بين الناس مؤخرا .. ومن هنا اقتضى الامر والقول ... في السرعة والحزم على حد سواء لمثل هذه الحالات!
نهاية ثقافة المؤسسات .. والعودة الى مؤسسة الافراد!
بعد "الفضيحة" القضائية التي حلّت بالمدعي العام في قضية السيدة الأردنية عواطف المغاري ... من أبناء "النخوة والنشامى" ... يكون جلالته قد أحرج السلطة الثالثه والمتبقية ... السلطة القضائيه ... ليحرج بذلك جلالته السلطات الثلاث ... وفي ثلاثة أيام ... وكأنها ضربة كرة "الولينغ" ... تزلزل السلطات الثلاث... في ثلاث أيام! ومن هنا ثقة المواطن في المؤسسات بدأت تهتز .. وفي الافراد بدأت تتجذر من جديد!!
ومن هنا قد لا نستغرب, "البطانة" هي من ستصبح أقرب للشعب .. حيث خذلهم من انتخبوه ... وحيث تبني مصداثيتها بهدوء مع الشارع ... ولا نستغرب ان تحل "البطانة" في المدى المتوسط مكان قوى ممثلي الشعب و"المعارضة" ... حيث انقلب الاخير على نفسه والشارع واصبح حيز الثقة فارغا لتملئه البطانه ... فلغة البطانه اليوم أصبحت أقرب الى لسان المواطن .. وموقف الرفاعي وغيره .. اكبر دليل هلى ذلك!
الخاتمة: "لا حول ولا قوة الا بالله"
اذا كانت السلطات الثلاث قد فشلت في تحقيق تطلعات وطموحات الشعب, فالى أين يذهب الناس؟ ألى من يشتكي المواطنون؟ ... لقد أشفى جلالته مؤخرا ... غليل الكثيرين ولكن هذا لا يكتفي اذا يقتضي الأمر منا جميعا تحمل المسؤوليه والتكاتف في حملها ومن الجميع. ومن هنا, نستطيع أن نستنتج من الاحداث الاخيره, ما يلي:
1. الفجوة بيننا لا زالت قائمه لا يستطيع أحد تضييقها سوى جلالة الملك وبشتى الوسائل!
2. يكفينا تسحيح .. كفاكم احراج من جلالته والسخرية من الشعب ... فالتسحيج يشوش الصورة الواقعية على الارض وخاصة تلك التي يوصلها البعض الى جلالته .. ومن هنا تكون السياسات على اختلاف تام مع التطلعات والامال ... ولا تنسجم بتاتا مع احداثيات الواقع!
3. اشتغل شغلك "صح" ... ويخلف عليك ... وبدناش "اصلاح"!
4. المواطن لا يهمه مؤسسات او مؤسسات افراد .. ما يهمه هو العيش الكريم والعدل بينهم ... ومش ضروري باصلاح او غير اصلاح ..... هذا هو طموحاتهم فقط لا غير!