لماذا حملت الاوراق النقاشية هذا الاسم
د.بكر خازر المجالي
18-09-2014 05:09 AM
اصبحنا الآن امام خمسة اوراق نقاشية ذات محاور مشتركة هي الوطن والاصلاح والهوية الوطنية ، وهذه هي الموضوعات الرئيسية التي يتفرع منها قضايا الديمقراطية والوظيفة والامن ومدى الانجاز وغيرها ، ولكن عمد جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم ان يسميها بالاوارق النقاشية ، وكان يمكن ان تتلى على شكل خطاب في جامعة او تجمع برلماني او نقابي او غير ذلك ، ولكنها حملت اسم النقاشية لتخلق حالة من التفكير والتحليل والاستنتاج والبناء على نتائج النقاش لايجاد حالة توافق اجتماعي وسياسي وفتح اوسع القنوات للحوار وتبادل الرأي ، وتأسيس منتدى جمعي يشترك الجميع فيه بالارتقاء الى مستوى تشغيل الفكر والتحرر من الاجندات الضيقة والعصبيات والتحرر ايضا من الخوف الجاثم على البعض او الشك والتردد الذي ينتاب البعض الاخر.
الاوراق النقاشية التي حملت محموعة من منطلقات العمل ووصايا ذات ابعاد نفسية وانسانية ومؤشرات الى مكامن الخوف والخطر والتشديد على نمط المسؤلية الممكنة التي ترقى بالعمل والانتاج هي ذات هدف لخلق التقارب الفكري بين مكونات المجتمع الاردني وتعزيز الشراكة المجتمعية ليسهم الجميع بتحمل المسؤلية في مواجهة اي تهديد او خطر مكمن أو أي شر بيننا او من الخارج.
لكن والان نحن امام ورقة نقاشية جاءت بعد سنة وثلاثة اشهر من اخر ورقة نقاشية كانت في حزيران 2013 لربما كان هذا الانتظار لتقصي نتائج الاوراق الاربعة السابقة ومعرفة فاعليتها بالقياس وتتبع النقاش حول ما تطرحه ، وباستثناء مبادرة منتدى الفكر العربي الذي ناقش الاوراق على مدى حوالي 20 جلسة فلا نكاد نجد اي جهد مؤسسي في هذا الاتجاه ، باستثناء جهود فردية متفرقة.
الورقة الاخيرة وهي لن تكون الاخيرة تعطينا مؤشرا على ان مستوى الحوار في ادناه رغم انه ولا ورقة تخلو من الدعوة الى النقاش الموضوعي الذي يضع الوطن الاردني في قمة الاوليات .
من هنا كان اسم ( النقاشية ) باعتبار انها منهج بحث وليست تعليمات واوامر وباعتبارها خارطة طريق وطنية وليست قانون او صكوك ، ونبقى نحن في حالة من النقاش حول النقاشية نتلمس درب الدخول الى كنهها وسبر اغوارها ، ولكن لمسنا تفاعلية كبيرة في منتدى الفكر العربي بسبب نوعية المشاركين ونوعية النقاش الفكري ، في الوقت الذي احتاجنا الى التفكير الان في معرفة بوصلة التفكير ذاته ومدى قرب ابرتها او بعده عن مسار الوطن ومصالحه وعن الامن المجتمعي ومصادر تهديداته وعن الهوية الوطنية وخصوصيتها ومعايير سلامتها وعن الدور الاردني الحالي والمنتظر والمطلوب في ظل التغيرات الدراماتيكية والتهاب الحدود وتحفز الشر الذي يبحث عن اي منفذ .
النقاش حول الاوراق النقاشية يستدعي توفر صفاء النفس والنية ، والعزيمة على التنفيذ والتطبيق والبعد عن التنظير والاستغلال والانتهازية وعلى ان نملأ وعاء الفكر بالعلم والخير ، والانطلاق نحو المستقبل بهمة ووفاء ،وان نعتقد اننا حلقة متصلة في بناء الوطن الاردني مضى فيها من قبلنا وسنمضي نحن والتحدي هنا ماذا سنترك للجيل من بعدنا .