كنت ارغب بالكتابه في هذا الموضوع في وقته و لكنني احجمت عن ذلك لما رأيت من حمى النقاش و غياب الموضوعيه، و لالخص موقفي من هذا الموضوع فقد تشكل لدي قناعه بأن النقابه كانت محامي سيئ لقضيه عادله ونبيله، و لقناعتي ان التعليم و الطب احد اهم الاعمده في بنيان بلدنا الغالي فانني اشارككم قناعتي واجتهادي.

موضوع علاوة الطبشوره كما فهمته شخصيا بعد الاطلاع على عدة وجهات نظر قد يكون اول و اهم خطوه في اصلاح العملية التعلميه، هذه العلاوه فقط للمعلمين الذين يقومون بالعملية التدريسيه و التي نعلم جميعا كم هي مضنيه و مستهلكه للجهد و الوقت و الاعصاب، و اذا كان فهمي صحيحا فانها لن تشمل الاداريين سواء في المدارس او مديريات التربيه او الاقسام و المديريات في الوزاره.

بالتالي فان هذه العلاوه ستكون حافزا مهما للابقاء على المعلمين في التدريس و تخفف من نسبة من يرغب بالتحول للعمل الاداري، بالاضافه الى ان تخفيف اعباء الحياه عن المعلم ستوفر له نفسيه افضل و قدره اعلى للعطاء و صبر اكثر في التعامل مع الطلبه و التي نعرف جميعا كم هي عمليه مرهقه خصوصا اذا تذكرنا ان عنايتنا بطفل واحد في البيت تعتبر مهمه شاقه فكيف بمتابعة عشرات الاطفال في القاعات الصفيه ناهيك عنا اولياء الامور بطبائعنا المختلفه و امزجتنا المتقلبه.

هنا يبرز عدم قدرة النقابه بعرض الموضوع بطريقه سليمه و عدم تحضير الرأي العام له بشكل كاف و الاسواء عدم ابراز الهدف الاساسي و هو تدعيم العملية التدريسيه بتوفير الكوادر للتدريس بدل تحولهم الى اعمال ادارية على اهميتها و لكن ليست بتماس مباشر مع الطلبه خصوصا مع الواقع الذي نعيشه من زيادة الاعداد في الغرفه الصفيه.
ليس الهدف هو النقد و الذي ليس من حقي اساسا كطبيب غير مطلع بشكل كامل على تفاصيل الصعوبات التي يمر بها المعلمين و النقابه و لكن من منطلق المحبه و قناعتي بان موضوع علاوة الطبشوره لا يمكن و لا يجوز اغلاقه لانه اللبنه الاولى في اصلاح العملية التعليميه، كما ان المعلمين قد ظلموا اعلاميا بتصوير الموضوع على اساس جشع مادي دون الغوص بالمنفعه و الهدف منه.

اعتقد ان ربط علاوة الطبشوره ضمن مطالب بعضها خلافي قد فتح المجال امام حرف النقاش باتجاه غير سليم و اضرب مثال في الاجازه السنويه المدفوعه في وجود الاجازه الشتويه و الصيفيه و التي يكون في جزء منها المعلم تحت الطلب. هذه و غيرها من المطالب كان المفروض ان لا تكون مرتبطه بالمطالبه بعلاوة الطبشوره.

لذا فانني اعتقد ان النقابه عليها اعادة حساباتها و توضيح الاهداف للراي العام بشكل هادئ و ان تعد درسها من ناحية عدد المستفيدين و المبلغ الذي ستتحمله الخزينه و الذي لا اظنه كبيرا بالصوره التي عرضته الحكومه و ان لا يربط المطلب سواء ظاهرا او باطنا باي حسابات لاي جماعه او حزب او نخبة سياسيه.

من منطلق قناعتي بان المعلم يقف على اهم ثغر في امننا الاجتماعي ومستقبل الاردن الغالي وهو تنشئة الجيل اتمنى اعادة النقاش في موضوع علاوة الطبشوره بهدوء و بدون احكام مسبقه على المعلمين، كما اتمنى على المعلمين ان يبالغوا بالعطاء ليظهروا للقاصي و الداني حقيقتهم و انهم ليسوا طلاب مكاسب شخصيه و لكن بناة اجيال قائمين على بناء اجيال.

و اؤكد بانه لا يجوز اخذ الغالبيه العظمى من المعلمين بتصرفات نسبة محدوده و موجود شبيهها في كل المهن بما فيها الطب و الهندسه و السياسه و غيرها. فتلك النسبة القليله ممن يتراخون بالعطاء انتقاما لعدم تحقيق المطالب او لزيادة الدروس الخصوصيه لا يمثلون الا انفسهم.

لا اريد ان اطيل و لكنني اؤكد ان هذه المطالبه ليست من اجل المعلم بشخصه و لكن من اجل ابنائنا و مستقبلهم و جودة العملية التعليميه و التي هي اهم استثمار لبلدنا الغالي.
ادام الله الاردن عزيزا مستقرا.