تكشف مجلة فوربس عن أقوى 200 سيدة عربية منهن 16 أردنية حققن بصمة على أكثر من صعيد.
الجيد أن أسماء جديدة باتت تأخذ فرصتها بعد أن عمّ التكرار، لسنوات طويلة، المبادرات التكريمية بشكل عام. «القائمة هذا العام تلقي الضوء على السيدات العربيات اللائي يمثلن نموذجاً للتقدم»، يقول البيان الصادر عن مجلة فوربس وبأنه تم تقسيم التقييم بحسب القطاع الحكومي وقطاع الشركات، والإدارات التنفيذية العليا في المؤسسات.
من جانبي كنت أتمنى لو تخطو فوربس خطوة مهمة نحو فئة جديدة، هدفي الحقيقة قاعدة عريضة لا يمكن إغفالها ولا بد من الاشارة اليها باعتبارها، كذلك، سبباً لتحفيز النمو والتقدم في الشرق الأوسط، هنّ أيضاً نساء يمهدن الطريق لبروز جيل من السيدات المثابرات في المستقبل، إنّهنّ نساء الأرض في مناطق يقض مضجعها الاحتياج وندرة الموارد الأساسية.
سيدات كثيرات يعملن بمشاريع إنتاجية بسيطة أو يدرن عملاً من منازلهن أو يثابرن ويضحين من أجل النهوض بعائلاتهن ومجتمعاتهن وتعليم أبنائهن، لكنهن بعيدات عن رفاهية العواصم وضجيج الإعلام.فالظروف القاسية في بعض محافظات المملكة،وبرغم افتقارها للكثير من الخدمات ، إلا أنها لم تكن عائقا أمام نساء كثيرات في المناطق الأقل حظاً لتحقيق انجازات مدهشة، وهو ما يجعلك متأكداً أن النساء قادرات على الانتاج والابداع تحت عصف الظروف،متمسكات بالارادة والاصرار لتحقيق التنمية وتحسين الواقع المعيشي، ذلك بدل الأنين والتشكّي من المعيقات والشدائد.
هنّ نساءٌتغيب عنهن فلاشات الميديا، يخدمن مناطقهن وينهضن بمجتمعاتهن ويعملن بجهد جبّار ، فردي، أو من خلال مؤسسات أو جمعيات، بعيداً عن المكتسبات واكتساح الواجهات الاجتماعية والأضواءالتي تحتلها عادة وجوه معروفة.
في الكرك ومادبا ومعان والمفرق والزرقاء، وفي البلقاء والطفيلة وجرش وعجلون والعقبة..هناك في ثنايا التعب نساء قويّات سطرن قصص نجاح مهمة بعيداً عن الأعين.
إنّهنّ قضيّتي.. أنحاز للنساء اللواتي يحيا الإنجاز فوق أكفّهن. أنحاز للبسيطات في الأرياف والبوادي دون أن يعنيهن قوائم التكريم أو التوصيات الصادرة عن المؤتمرات وورش العمل.أنحاز لارتباطهن بالأرض و سعيهن لتأمين حياة كريمة رغم شح الموارد. هنّ نماذج ريادية خارج أطر الرفاهية، يدخلن التاريخ بصمت، ويخرجن منه بصمت. بوركت الأيادي.
(الرأي)