الفراغ السياسي في ظل "وأد المؤسسات"!
د. وليد خالد ابو دلبوح
16-09-2014 02:00 PM
في الفراغ السياسي ... و"صفقة" انحياز الشعب للملك بالكامل!
أهم الاستنتاجات التي يمكن قرأتها في قرار جلالته أن نرى انهيار تام لسلطتين في سويعات بالكامل, حيث أصبح هناك فراغ سياسي خطير أصبح يتسع ويتبلور بشكل أكبر, قد نرى صوره الايجابية على المستوى القصير وذلك في نزع فتيل الاحتقان الداخلي الحالي ... ولكن على المستوى البعيد يمكننا قراءة وجه ضبابي للمستقبل السياسي الاردني القادم, يتمحور حول انعكاسات انهيار الثقة بشكل تام بالسلطتين التشريعية والتنفيذيه, ومن أهمها:
1. وأد ثقافة "الثقة بالمؤسسات" في تحمل المسؤوليات والتمثيل الشعبي ... الملك وحده من يستطيع أن يتحمل المسؤوليات ويستطيع أن يمثل الشعب!
2. ازدياد الانطباع السائد للرأي العام في عدم اكتمال نضوج المؤسسة التشريعيه في اداء مهامها والأهم من ذلك عدم قدرتها على تلبية طموحات الاصلاح مستقبلا ... وهذا بالطبع سيجعل الشعب ان يتصل دائما مع جلالتة مباشرة دون الحاجة الى المؤسسات الاخرى التي خيبت اماله!
3. فقدان الشعب ثقته ليس في الاخرين فحسب بل والاهم ... فقدان الثقه في نفسة اولا ... وفي قرارته ومن انتخبه ثانيا!!
4. الاصلاح السياسي سيصبح أمرا منسيا وموضوعا للسخرية ... فلا داعي للاصلاح اذا كان الملك وحده يستطيع أن يملىء فراغ السلطة التشريعية ويقرأ ويستمع لمطالب ومعاناة شعبه! الخطير في الأمر .. هو التغير الحديث في طريقة نظرة الشعب تجاه مجلس النواب لسنوات قادمة, وفقدان ما تبقى من الشعبية لهذا الجهاز التشريعي ... باختصار, تم اختفاء الطبقة الشعبية المتفائلة التي كانت تعول على النصف الممتلىء في مجلس النواب!!
5. الملك وحده كان وسيبقى هو الاعب الأوحد في الساحه وفي جميع الأصعدة ... حيث الجميع أصبحوا – مؤسسات كانوا او افراد - "غير مرضي" عنهم شعبيا! وهذا بالطبع سيثقل كاهل جلالته في في تحمل مسؤوليات "الاخرين" لضمان معدل الرضا الشعبي ... وسيعود بالتالي بالنهج الاصلاحي الى الوراء!
6. هناك اعادة تموضع مفهوم الاستقرار السياسي والذي يدعم مفهوم "ابقاء الوضع على ماهو عليه" حتى نستمر ... وليس المفهوم القائم على التغيير/الاصلاح حتى نستمر!
الخاتمة: هناك "فراغ سياسي" دائم ... في كل شيء!
اذا ما استعرضنا كثير من الاسئلة حول أهمية المؤسسات أو الأفراد, نجد أنه لا يوجد هنالك "وجه ناجح" واحد على الأقل ... يجمع عليه الاردنيين خاصة في الوقت الراهن!حيث لا يوجد هنالك ثقة شعبية في أي شخص أو أي مؤسسة اليوم! ومن هنا نقول هناك دائما يوجد فراغ من "المرضي عنهم" شعبيا ... لم يستطع أن يملئه أحد من الافراد أو المؤسسات على حد سواء! فلا يوجد بين ظهرانينا شخص "محبوب" ذو شعبيه في أي من السلطات الثلاث ... وكأن الاردن خال نهائيا من الرجال ... خال من النشامى ... حيث هنالك فراغ دائم .. في كل محطة وفي كل موقع!!
نعم انه من الضروري والواجب ان يجمع ابناء الوطن على حب مليكهم ويحظى بثقتهم ... ولكن هذا لا يعني ان لا يوجد هناك في الساحه الاردنيه الشاسعه ... شخصية وطنيه محبوبة تنال شئ من الرضى الشعبي!! لماذا لا يوجد هناك اجماع من داخل القبيلة والعشيره ولا يوجد هناك اجماع خارج اسوارها ولو بامتار قليلة؟! لتؤسس للأسف العصبية القبلية وتقزم النزعة الوطنيه عندنا ... لنبقى ننظر الى الوطن من منظور ضيق .. لا نرى سوى شيئ واحدا لا اكثر!
قرار جلالة الملك كان مهما للغاية وخاصة في ظل الظروف الاراهنه .. فهناك دائما من يتربص بنا في ظل وضع اقليمي متأزم .... ولكن كنا نتمناها ايضا ان تصدر من افواه الذين تم انتخابهم من ابناء جلدتهم ... حتى ينالوا ثقة من انتخبهم والاهم من ذلك ... ثقة ثقافة المؤسسات لدى المواطن الاردني!