الازدواجية الفكرية للمواطن !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
15-09-2014 03:59 AM
عندما يفكر المواطن في كل ما يجري من حوله من وقائع واحداث وشؤون الحياة والمستقبل نجد اننا بحاجة ماسة لضبط ايقاع عقلي لتحري الحكمة لوضع الشيء في موضعه في ظل العديد من المتناقضات وتباين الرأي والاختلافات في وجهات النظر سواء كان ذلك على الصعيد الداخلي او على الصعيد الخارجي كذلك العدل الذي هو اعطاء كل ذي حق حقه اي اننا بتنا بحاجة ماسة الى ان يكون لدينا منهج للتفكير ضمن هذه التناقضات والتداخلات كذلك بحاجة لمهارات وطرق واساليب للتحليل السليم والمنطقي والواقعي هذا الشيء تناوله علماء المنطق وعلماء النفس حيث ان للناس قدرات في التحليل الفكري والمنطقي والذهني لما يقوم به العقل من تحليل لمختلف الاحداث التي تدور داخلياً وخارجياً وطرق مواجهة مختلف انواع الازمات في ظل الضغوطات التي يتعرض اليها المواطن فصناعة التفكير منهج علمي وهو طريق الانسان الذي يحدد مسارة والموصل للغاية والهدف ليهتدي به الى الصواب وعين العقل حيث يتفاوت بين البشر بين قواهم الظاهرة وقواهم الباطنة فنجد ان هناك اناس ينحصر تفكيرهم في أمور وشؤون حياته اليومية اكله وشربة ومعيشته وتغطية احتياجاته ومتطلبات اسرته المعيشية والتعليمية والصحية وغيرها ومنهم من يتسع نطاق ما يفكر فيه حتى تراه مهتماً بكل ما يدور من احداث وغائص في اعماقها ويتفاعل معها وتكون محور حديثة في جميع المجالس يؤثرويتأثر بها وبين هذا وذاك مساحة متفاوتة بالفكر والتميز وتمحيص وتحليل الامور وما ستؤول اليه من نتائج فاننا نجد ان ما يريده المواطن يختلف كلياً عما يريده السياسي أوالشخص المنظم في حزب او تنظيم ما كذلك ما يريده الفقير والعاطل عن العمل ليس هو ما يريده الغني والراغد في معيشته ولديه مصالحة واستثماراته اي ان الاحتياجات والتوجهات والتطلعات والطموحات والقناعات تختلف باختلاف مكانة الفرد وطبقته المعيشية واحواله ولكل واحد طريقة في التفكير ونمط فكري وذهني يكون دالته وهدايته للوصول الى القرار او الحكم في مختلف القضايا التي يمر بها المواطن اذاً نحن بحاجة الى المعرفة لكيفية ان نحلل وكيف نفكر ونخطط وكيف نستشرق المستقبل في ظل هذه التغيرات والاحداث وما ستؤول اليه من نتائج خاصة في ظل تناقضات اعلامية وتصريحات متناقضة ومتباينة اصبح لا يعرف من خلالها المواطن الصح من الخطاً حيث ان المعرفة تعتمد على الحقيقة والوضوح والشفافية والتي يجب ان يوضع بها المواطن من خلال اعلام وطني وسياسيين صادقين حتى لا يتفاجأ المواطن بأمور متناقضة ومختلفة عما اعلم واخبر بها او صرح عنها وحتى يتمكن المواطن من التكيف واستشراق المستقبل الامني والمعيشي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي .
فهناك تجاوزات كثيرة لمتنفذين وسياسيين حدثت ولا تزال تحدث فالاعلام الداخلي يتناولها بتفاصيلها وكذلك الاعلام الخارجي وكأنه ليس هناك قدرة لوقف هذه التجاوزات لهؤلاء المتنفذين والسياسيين عند حدّهم كذلك هناك سياسة اصلاح تتناول كل المناحي ليجد المواطن انها انعكست كسياسة دمار سواء في التعليم او غيره فالاصلاح يكون ضمن استراتيجيات قصيرة المدى وبعيدة المدى وبأسلوب المعالجة فالدواء يتناوله المريض على جرعات وليس دفعة واحدة .
الاعلام اصبح في متناول الجميع بمختلف اشكاله وانواعه الصغير والكبير وهناك مراتب بالتفكير ومراتب بالمعرفة فهناك من ينقاد ويتفاعل مع الاعلام المضلل وهناك من يحكم عقله ويوازنه ويحلل ويدرك الاشياء حول ما يدور من حولنا فالجهل معادي للحقيقة فللأسرة دور وللمجتمع دور اخر كذلك المدرسة والجامعة والجامع ومكان العمل حتى لا يؤثر الاعلام المنظم السلبي ويسبب خلل في التفكير يجعل المواطن يعيش في وهم وشك قال تعالى ( ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما تتلوه يقيناً ) فكثير من الناس يتبعون الظن ويبنوا عليه حكمهم ويجعلوه يقيناً ويزداد الامر سوءاً حين يكون هناك اشخاص من اهل السياسة او المكانة المجتمعية والعلمية يزكي المعلومات المغلوطة ويؤكدها لغايات في نفسه فيقع المواطن في الشرك واصبحت المهرجانات وخطبها بالهواء الطلق بكلام مباح دون قيود ودون ضوابط وكأنه مهرجان ثوري وليس نصره اذاً يقع على الدولة وعلى اجهزتها ومؤسساتها المختلفة مسؤولية كبيرة في تناول هذا الامر وتنظيم الندوات والمحاضرات واللقاءات وتعزيز الاعلام الوطني بالقدرات التي تساعد المواطن في تحليله ومنطقه وطريقة تفكيرة وتعرية الاعلام المضلل والسياسيين والاشخاص المضللين وليكون لدينا جهاز مناعة وطني يحصن عقل المواطن ضد كل ما من شأنه ان يضر بالمصلحة الوطنية ومصلحة المواطن نفسه وخلق موازين فكرية وحقائق صادقة لتجنب المعلومات الوهمية المغلوطة التي يبنى عليها الاحكام الظنية والتي لم تقيم تقيماً صحيحاً.
لان النفس الانسانية يعتريها مؤثرات تحملها احياناً لمغادرة محيطها الفكري كالانفعال والتفاعل مع الاحداث بحالة غضب مع موقف ما او معلومة ما وبالتالي لن يكون هناك حيادية في التفكير ولا التصرف فهناك الكثير من المسؤولين لديهم الغرور المعرفي على اساس انه يملك من العلم والمعرفة والقدرة على التحليل وادوات التفكير ما لا يملكه احد غيره ويتحدى بقراراته على اعتبار ان الجميع جاهل وهو الوحيد العالم ليحقق مبتغاه فالحكمة والعدل والاتزان يجب ان تكون اساساً اخلاقياً لكثير من القضايا والاحداث الوطنية واساساً في التفكير العقلاني المقنع والعدل قوة عقلية منجذبة الى الحق يستطيع بها العالم او المفكر التغلب على الاهواء والغرور لتجنب التبعات السلبية .
وما احوجنا لشخصيات وطنية تقوم بهذا الدور وترسم استراتيجية بالتعاون مع الجميع لهذه الغاية بدلاً من تعدد المحافل والندوات والمؤتمرات والاعلام لنقض وتشويه المسيرة فيجب على اصحاب القرار استقطابهم وتكليفهم بالعديد من المهام المتعلقة بهذا الشأن وليكون دورهم ايجابياً لا سلبياً .
حمى الله هذا الوطن وأمنه واستقراره في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .