عذرا يا صقر السماء، فقد ارتأت وزارة التربية والتعليم انك لم تعد تصلح درسا وطنيا يعلم الاجيال معنى الرجولة، وشرف الانتماء، وان من يحمل في قلبه وطنا كأنما حمل مفتاحا من مفاتيح الجنة.

نعم يا من لا تنجب نساء العالم من بين كل مليار مولود ظفرا مثل ظفرك، ولا قلبا مثل قلبك، ولا روحا مثل روحك.. فمن أين لهم بسبع الفلا وقد (عزّ) على امم ان تنجب أمثالك !!

نعم قد جن جنونهم من بطولاتك، وجن جنونهم من وفائك، وجن جنونهم من انتمائك، لان تاريخك (الشجاعة) وتاريخهم مدراء مصانع البان، ولأن تاريخك (التضحية) وتاريخهم مستوردي اطارات سيارات، ولأن تاريخك (الانتماء) وتاريخهم وكلاء حفاظات (البيبي) !!

نعم يا سيدي من حقهم ان يشطبوا اسمك.. فأنت البطل الخالد في سجلات التاريخ، وهم الوكلاء والمستوردون الخالدون في سجلات وزارة الصناعة والتجارة !!

فكيف لجيل ان يذكرهم قبل ان نشطب اسمك، وكيف يجرؤ أي منهم على ان يقعد مقاعد الرجال قبل أن نمحي اسمك، وكيف تصبح البطولة رقما في البنك قبل أن ننسيهم صقرا في الجو !!

دعهم يا سيدي، يتشدقون بتاريخ ليس لهم، وبوطن ليس لهم، وبطولات ليست لهم، وأرصدة ليست لهم، وكراسي ليست لهم، و(عبي) ليست لهم، وانجازات ليست لهم،فغدا يعود الوطن، فلا تجد أسماؤهم الا على سجلات المغادرين !!

دعهم يا سيدي، يقدمون لنا انموذجا وطنيا جديدا.. فأنت الشهيد الطيار المقاتل، وقد يكون الانموذج الوطني القادم أيضا من الجو ولكن اما من باع الملكية، او من خصخص المطار، او مضيف طيران أبدى شجاعة مطلقة حين حفظ (صينية المعكرونة) من مطب هوائي!!

دعهم يا سيدي فقد يكون الانموذج الوطني القادم من البر، من باع الفوسفات، او الاسمنت، او الاتصالات، او الاراضي، او بطل حملة (تنظيم النسل)، او مبدع فكرة (اوعدينا تفحصي)، او سيدة (اللولب) التي يحفظها الاردنيون عن ظهر قلب كونها تظهر في وسائل الاعلام أكثر من ظهور الناطق الرسمي باسم البيت الابيض !!
دعهم يقدمون لنا نماذجهم الوطنية في النهب والسلب والخصخصة واللصلصة، فغدا وحين يدخلون المنهاج صدقني لن يحتاج الاردن بعدها لاستيراد (ورق التواليت)!!

فراس العجلوني.. هم حصلوا على تقاعد ومكاسب وارصدة مدى الحياة، اما انت فقد سكنت القلب والوجدان والروح مدى الحياة !!

غدا انت ان شاء الكريم مع الشهداء الابرار، فهنيئا لك مجد الدنيا، وجزاء الاخرة ..
(العرب اليوم)